ازدياد حدة اضطهاد المسيحيين في العالم خلال 2013
٨ يناير ٢٠١٤قال مدير جمعية "أبواب مفتوحة فرنسا" ميشال فارتون، خلال مؤتمر صحافي في باريس، إن كوريا الشمالية بقيت للسنة الثانية عشرة على التوالي البلد الذي يواجه فيه المسيحيون أصعب وأخطر الأوضاع، تلتها الصومال في المرتبة الثانية حيث تحكم العشائر والقبائل الإسلامية بالموت "تقريبا على كل المسيحيين الذين تجدهم".
وقالت الجمعية إنها لا تعني بـ"عمليات الاضطهاد" أعمال العنف فقط، ولكن أيضا الضغوط والقيود وأعمال التمييز المرتبطة بديانة ما.
ومن بين البلدان الأخرى التي يخضع المسيحيون فيها لهذه الضغوط العدائية أفغانستان وجزر المالديف والمملكة العربية السعودية واليمن وإيران وليبيا وأوزبكستان وقطر. من جهة أخرى، ففي"36 من أصل 50 دولة شملها الإحصاء، فإن التطرف الإسلامي مسؤول بشكل كبير عن قمع المسيحيين"، حسب ما قال ميشال فارتون.
والمناطق الأكثر عرضة هي اليوم بلدان الحزام الساحلي الإفريقي حيث يعيش خمس المسيحيين مع سبع مسلمي العالم. وقال جوزف فاضل المسلم العراقي الذي اعتنق المسيحية عام 1987 وتعمد عام 2000 وصدرت فتوى بهدر دمه بتهمة الردة وحتى عائلته حكمت عليه بالموت، ويعيش منذ ذلك الحين في فرنسا وسط حماية، "إنني حي ميت". ودعي جوزف فاضل، واسمه الأصلي محمد الموسوي، الذي وضع كتابا عن مسيرته بعنوان"مهما كان الثمن" إلى تقديم شهادته خلال المؤتمر الصحافي. وقال إن "المشكلة ليست في المسلمين، إخواننا في الإنسانية، ولكن في الإسلام والقرآن: أرى فيه السرقة، الاغتصاب والكذب ...".
وفي مجال الاغتيالات، قال فارتون "إنها سوريا التي تشهد حربا أهلية، التي تسجل الرقم القياسي لعدد المسيحيين الذين قتلوا (1213)" لتنتقل من المرتبة الحادية عشرة الى المرتبة الثالثة في التصنيف.
وزادت عمليات القمع أيضا في الدول التي توصف بـ"الضعيفة" إذ أنها لم تعد قادرة على الاضطلاع بدورها مثل الصومال وسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن وحاليا إفريقيا الوسطى.
وشهدت باكستان "أسوأ هجوم على المسيحيين منذ قيامها عام 1947" مع اعتداء انتحاري مزدوج عند خروج المصلين من كنيسة جميع القديسين الكاثوليكية في بيشاور حيث قتل 89 مؤمنا في 22 أيلول/سبتمبر الماضي. وفي مصر، "أحصي 167 حالة من عمليات الاضطهاد العنيفة بالإضافة إلى أكثر من 492 محاولة لإغلاق كنائس أو مبان تابعة لها"، حسب مؤشر "أبواب مفتوحة".
والدول العشر التي تعرض فيها المسيحيون أكثر من غيرها للعنف هي بالتسلسل: إفريقيا الوسطى، سوريا، باكستان، مصر، العراق، بورما، نيجيريا، كولومبيا، اريتريا والسودان. وتصدر "أبواب مفتوحة فرنسا"، الجمعية غير السياسية البروتستانتية أصلا التي أنشئت عام 1976، هذا المؤشر منذ العام 1997 استنادا إلى استمارات تتضمن أسئلة محددة توجه إلى ممثليها في 22 مكتبا في 60 دولة. وكل معيار تتضمنه الأسئلة يوازيه عدد محدد من النقاط. وقد ارتفعت هذه النقاط من 2683 إلى 3019 خلال عام واحد ما يدل على تعاظم عمليات القمع.
ف.ي/ ح.ز (أ ف ب، د ب ا)