استخدام العالم الافتراضي للتخلص من الـ"فوبيا"
٩ يناير ٢٠١٤ينتاب البعض حالات شديدة من الخوف غير المبرر كالخوف من الأماكن العالية مثلا حتى ولو كانت مسورة بسياج عالي، وبعضهم يخاف من الماء في حوض السباحة. أما البعض الآخر فيخاف من الحشرات أو الحيوانات. وتعرف حالات الخوف غير المبررة بـ"الفوبيا" وتعني الخوف بشكل لاإرادي من أمور عادية وغير خطيرة حسبما يقول بيتر زفانزيغار، أخصائي علاج الأمراض النفسية في جامعة مونستر.
وتتم معالجة الفوبيا بالتدريب على مواجهة الخطر. فمثلا من يخاف من الطيران مثلا عليه ركوب الطائرة برفقة معالج نفسي ومن يخاف من الأماكن المرتفعة عليه التدرب على صعودها بصحبة طبيب نفسي أيضا. وتستغرق طريقة العلاج هذه وقتا طويلا وتكاليفها باهظة. لذا لجأ الأطباء في ألمانيا مؤخرا إلى علاج مرض الفوبيا باستخدام العالم الافتراضي. وفيها يمكن استدعاء الخوف لدى مريض الفوبيا من خلال مشاهد تبدو كما لو كانت واقعية، وتتسبب في زيادة خفقان قلب المريض.
وتتميز طريقة علاج الفوبيا افتراضيا بإمكانية تحفيز المرضى بسهولة لمعالجتهم، وهو أمر يصعب تحقيقه في الحياة الواقعية. فمثلا في علاج الخوف من الأماكن المرتفعة يصطحب الطبيب مريضه إلى الأماكن المرتفعة افتراضيا، ما يساعد على دراسة تأثير الخوف من الأماكن المرتفعة على الدماغ. ويساعد علاج الفوبيا افتراضيا على توفير وقت الذهاب والإياب إلى مكان التدريب، ففي العيادة يمكن البدء بالرحلة الافتراضية مباشرة.
ولا يقتصر استخدام العوالم الافتراضية في علاج فوبيا الأماكن المرتفعة فقط. ففي في جامعتي مونستر وفرتسبورغ يجري اختبار طرق افتراضية لعلاج أنواع أخرى من الفوبيا، كالخوف من الحشرات. إذ من الممكن تكبير حجم الحيوانات بشكل مبالغ فيه، ما يساهم في زيادة الخوف لدى المصابين بالمرض.
ورغم نجاح علاج مرض الفوبيا لدى الكثيرين افتراضيا، إلا أن البروفيسور بيتر زفازيغار يعتبر أن الصور الافتراضية تشكل جزءا بسيطا من العلاج ولا تعوض العلاج الذي يوفره الطبيب النفسي. فالعلاج الافتراضي هو وسيلة مساعدة لتجاوز الصعوبات والمشاكل التي تواجه الأطباء أثناء عملية العلاج.