استمرار الجدل حول الوقود الحيوي خلال قمة الغذاء في روما
٤ يونيو ٢٠٠٨خلال قمة منظمة الأغذية والزراعة حول الأمن الغذائي، التي بدأت أمس الثلاثاء 3 يونيو/حزيران في روما، طالبت وزيرة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية هايدماريه فيتسورك تسويل بضرورة وضع ضوابط لإنتاج الوقود الحيوي، وأضافت أنها ترى أن هذه الضوابط يجب أن تصبح مهمة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة.
وأوضحت وزيرة التنمية الألمانية أن الجدل الدائر حول الوقود الحيوي، باعتباره السبب الأساسي لأزمة الغذاء الحالية في العالم، ما هو سوي نقطة واحدة على القائمة الطويلة التي تضم أسباب الأزمة. وتضم الأسباب الأخرى، من وجهة نظرها، التغير المناخي وازدياد عدد السكان وازدياد استهلاك اللحوم بالإضافة إلي تراجع الإنتاج الزراعي بالدول النامية.
من ناحية أخرى، أكدت تسويل أن وزارتها ستتبع سياسة جديدة بدءا من هذا العام وتستمر في العام القادم، تتمثل في تخصيص نصف مليار يورو للدعم الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولكنها طالبت الدول الصناعية بوقف الدعم المالي للصادرات الزراعية حتى يتحقق النجاح لهذه السياسة.
ضرورة التحرك العاجل والجماعي
بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء 4 يونيو/حزيران الدول المشاركة في القمة بضرورة التحرك السريع والجماعي لمواجهة الأزمة، قائلاً: "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالفشل. إنها معركة لا يمكننا أن نخسرها، فالجوع يولد انعدام الاستقرار وعلينا أن نتحرك الآن ومعا".
وأكد بان كي مون على ضرورة وضع خطة للعمل بشكل عاجل، حيث أن هناك ملايين الأشخاص ينتظرون، مشيرا إلي أن هذه الأزمة تطال الجميع، من المستهلكين إلى المزارعين. ودعا خلال المؤتمر الصحفي قادة الدول إلى مغادرة روما بتعهد محدد كما دعاهم إلى تطبيقه بشكل عاجل لمكافحة الجوع، بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني.
الجدل حول الوقود الحيوي
أما عن أسباب أزمة الغذاء التي يشهدها العالم حاليا، فقد اختلفت آراء الحاضرين، حيث ألقي البعض باللوم على الوقود الحيوي كعامل أساسي لارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأشار بعض الخبراء في هذا الإطار إلى تخصيص بعض الدول التي كانت منتجا رئيسيا لمواد زراعية غذائية، كالبرازيل على سبيل المثال، لمساحات شاسعة من أراضيها لإنتاج الوقود الحيوي.
إلا أن الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا" دافع عن حق بلاده في إنتاج الوقود الحيوي، مشيرا إلي أن الوقود الحيوي له جوانب جيدة وأخري سيئة مثله مثل الكولسترول في الدم. واعتبر أن الجانب السيئ له يتمثل فيما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من إنتاج للبنزين من القمح، على عكس البرازيل التي تعطي المثال الجيد لاستخدام الوقود الحيوي، بحسب وجهة نظره.
ومن جانبهم، رفض كبار رجال الصناعة في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا تحميل الوقود الحيوي مسؤولية ارتفاع أسعار الغذاء، وناشدوا قادة العالم بتفادي أي إدانة أو تحرك متسرع، قد يضر بتقبل العالم لأنواع الوقود البديلة.
حلول مختلفة لأزمة الغذاء
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يرى أن الحل الوحيد يتمثل في تطوير الزراعة المحلية، حيث أعلن في هذا السياق أن فرنسا ستزيد من قيمة مساعداتها الغذائية لتصل إلى 100 مليون دولار. أما بيتر مانديلسون، مفوض الشؤون التجارية في الاتحاد الأوروبي، فهو يشدد على ضرورة تسهيل التصدير والاستيراد وتبادل السلع الغذائية، ومن المقرر أن تدرس الدول خلال القمة مقترحات لخفض الرسوم الجمركية والدعم في قطاع الزارعة ضمن اتفاق تجارى عالمي تحت مظلة منظمة التجارة العالمية.
ومن جانبها، بدأت بعض الدول سن إجراءات جديدة لدعم أمنها الغذائي، حيث أعلنت حكومة جواتيمالا اليوم أنها ستعيد تفعيل قانون قديم يجبر ملاك الأراضي الزراعية على تخصيص 10 % من مساحاتها لزراعة الحبوب الأساسية لضمان الأمن الغذائي للبلاد. وأكد رئيس البلاد ألبارو كولوم أنه يتوقع بهذا الإجراء أن تحقق البلد الاكتفاء الذاتي، مما سيسمح بتقليل تكاليف المنتجات الأولية التي ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ نتيجة لارتفاع الأسعار العالمية. كذلك وعد رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا بالإفراج عن 300 ألف طن من الأرز المستورد المخزون لتخفيف الأزمة.