استمرار المعارك في اوسيتيا الجنوبية وروسيا ترفض المبادرة الأوروبية
١١ أغسطس ٢٠٠٨أعلن شوتا اوتياشفيلي المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية اليوم الاثنين(11 أغسطس/آب) أن قوات روسية احتلت قاعدة عسكرية جورجية في سيناكي (غرب) قريبة من جمهورية ابخازيا الجورجية الانفصالية كما. وقال اوتياشفيلي لوكالة فرانس برس إن "القوات الروسية احتلت القاعدة التي كانت أخليت ولم يكن فيها إلا بعض الحراس".
في غضون ذلك دعت المفوضية الأوروبية روسيا إلى وقف كل عملياتها العسكرية في الأراضي الجورجية بشكل فوري وسط مخاوف من تفشي أزمة إنسانية بدأت تتكشف في من النزاع، أوسيتيا الجنوبية. كما أعربت المفوضية عن مخاوفها مت التطورات المتسارعة التي تشهدها الأزمة، حيث قالت المتحدة باسم الذراع التنفيذي للإتحاد الأوروبي: ""نحن نعتبر أن التطورات الأخيرة مثل عبور قوات روسية الحدود الجورجية غيرت من أبعاد الصراع".
من جانبها أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن تمسكها باللقاء المزمع بينها وبين الرئيس الروسي مدفيدف يوم الجمعة القادم في مدينة سوتشي الروسية التي لا تبعد سوى 30 كيلومترا عن الحدود الجورجية. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الحكومة توماس شتيج إن المستشارة طالبت بالوقف الفوري للعمليات العسكرية، وذلك في مكالمة تليفونية مع الرئيس الجورجي ساكاشفيلي. كما طالبت ميركل كلا من روسيا وجورجيا بسحب قواتهما ووقف إطلاق النار.
جهود أوروبية ورفض روسي
وتتواصل الجهود الدبلوماسية لدفع الطرفين إلى وقف العمليات العسكرية فورا بالتزامن مع محاولات للتوسط تتولاها فرنسا، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي. فقد وصل أمس الأحد (10 أغسطس) وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى العاصمة الجورجية تفليس بصحبة رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ورئيس الوزراء الفنلندي الكسندر ستوب لتقديم المقترحات الأوروبية. وبعد الاجتماع بالرئيس الجورجي ساكاشفيلي قال كوشنير إن ساكاشفيلي "وافق تقريبا على جميع المقترحات" لوقف النزاع مع روسيا، والتي تتضمن الوقف الفوري لإطلاق النار، وتقديم المساعدة الطبية للضحايا، وسحب القوات تمهيدا لإجراء محادثات سياسية.
ومن المنتظر أن يغادر رئيسا الوزراء الفرنسي والفلندي جورجيا متجهين إلى موسكو لإقناعها بالموافقة على الوثيقة الأوروبية. كما أعلن كوشنير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيزور موسكو الثلاثاء في محاولة "لوضع اللمسات النهائية" على اتفاق لوقف النار بين روسيا وجورجيا. وسيقوم ساركوزي الثلاثاء بزيارة جورجيا للقاء ساكاشفيلي أيضا. غير أن متحدثا باسم الكرملين أعلن اليوم أن القوات الجورجية لا تزال تستخدم القوة في اوسيتيا ولذلك فإن موسكو ترفض الوثيقة الأوروبية.
ألمانيا تسعى إلى خلق فرصة للحوار المباشر
في الوقت نفسه تتواصل الجهود الدبلوماسية الألمانية لحل الأزمة، فبعد الخطة التي قدمها وزير الخارجية الألماني قبل أسابيع للتوصل إلى اتفاق سلام في أبخازيا، يقوم الوزير حاليا باتصالات مكثفة مع نظرائه لنزع فتيل الأزمة، وقد أثمرت هذه الاتصالات عن اتصال مباشر بين وزيري الخارجية الروسي والجورجي حيث يُعتقد أنهما أجريا أمس مكالمة تليفونية، وذلك حسب جيرنوت ارلر وزير الدولة في وزارة الخارجية.
وقال ارلر في مقابلة مع دويتشه فيله إن القرار الجورجي بوقف إطلاق النار من جانب واحد هو بداية مشجعة، لذلك أوضح وزير الخارجية شتاينماير لنظيره الروسي أن الوقت قد حان لإيقاف جميع التحركات العسكرية. وقال ارلر إن الدبلوماسية الألمانية لا ترى أن من المفيد حاليا معرفة من قام بأي فعل خاطئ أو يستحق الانتقاد، وإنما تركز حاليا على كيفية الخروج من هذه الكارثة التي ألمت بالمدنيين، وهذا يعني محاولة استثمار رصيد ألمانيا من الثقة التي حظيت بها لدى الجانبين في السنوات الأخيرة، حتى نتمكن من خلق أرضية لإجراء مباحثات مباشرة، وهو الأمر الذي يسعى له أيضا الاتحاد الأوروبي، والكلام لا يزال لوزير الدولة جيرنوت ارلر.