اشتداد المعارك بشرق أوكرانيا وروسيا تعين قائدا جديدا لقواتها
١١ يناير ٢٠٢٣بينما أعلنت مجموعة "فاغنر" الروسية في وقت سابق الاستيلاء على "سوليدار"، وهو ادعاء يناقض ما قاله الجيش الروسي نفسه، تتواصل الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2023) "المعارك العنيفة" التي يخوضها الجيشان الروسي والأوكراني للسيطرة على تلك المدينة الصغيرة الواقعة في شرق أوكرانيا، وفقًا لكييف وموسكو.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي الأربعاء في كلمته اليومية أن "القتال مستمرّ" في سوليدار. وأشار إلى أن جبهة دونيتسك "صامدة ونفعل كل ما في وسعنا لتعزيز الدفاع الأوكراني بدون أي انقطاع ولا ليوم واحد".
وتقع سوليدار المعروفة سابقاً بمناجم الملح على بُعد حوالى عشرة كيلومترات شمال شرق باخموت التي يدافع الأوكرانيون عنها بضراوة منذ عدة أشهر. وسوليدار هي نقطة انطلاق في ضغوط موسكو للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها وكان عدد سكانها يبلغ قبل الحرب أكثر من 10 آلاف نسمة.
"السيناريو الأكثر حصدا للأرواح"
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية، في مقابلة مع وكالة فرانس برس "كل ما يحدث اليوم في باخموت وسوليدار هو السيناريو الأكثر حصدًا للأرواح لهذه الحرب".
فيما قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار على تلغرام إن هناك "معارك عنيفة مستمرة في سوليدار" مضيفة أن الروس "حاولوا اختراق الدفاع الأوكراني" و"السيطرة على المدينة تماما، لكنهم لم ينجحوا" في ذلك.
ومن جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "وحدات هجومية تقاتل في المدينة" مشيرة إلى أن "وحدات مجوقلة عطلت الوصول إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية" من سوليدار. وأضافت أن "القوات الجوية الروسية تضرب معاقل العدو".
تفنيد ادعاء مجموعة فاغنر
وفي وقت سابق، بدا الكرملين حذرا بشأن الوضع على الأرض. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "دعونا لا نتسرع. لننتظر الإعلانات الرسمية" مضيفا أن هناك "ديناميكية إيجابية في تقدم" القوات الروسية.
ويتعارض بيان الجيش الروسي مع تصريحات افغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر الذي أكد في وقت سابق الأربعاء أن وحداته "حصراً" شنت الهجوم على سوليدار وسيطرت عليها "بالكامل". وقال بريغوجين إن مقاتليه قتلوا نحو 500 جندي موال لكييف. وأضاف في بيان "المدينة كلها مليئة بجثث جنود أوكرانيين".
ونفى الجيش الأوكراني على الفور هذه الأنباء. وأكد "بوبر"، وهو جندي جريح قابلته وكالة فرانس برس الأربعاء بينما كان ينتظر إجلاءه على الطريق الذي يربط باخموت بسلوفيانسك "لم ينوِ أحد التخلي عن المدينة" مؤكداً أن الروس "لم يسيطروا بالكامل" على سوليدار.
وأشار ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية إلى أن الخسائر العسكرية الروسية "هائلة" و"الجيش الأوكراني يخسر رجالا أيضا".
روسيا تعيين قائدا جديدا لعملياتها في أوكرانيا
وفي خضمّ المعارك الدائرة، عين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف مشرفا على "العملية العسكرية الخاصة" الروسية في أوكرانيا، بديلاً عن سيرغي سوروفيكين، حسب الوزارة.
وصعَدت روسيا سيرغي سوروفيكين، الذي تلقبه وسائل الإعلام الروسية "الجنرال أرماجيدون" بسبب شهرته بانعدام الرحمة، ليكون قائدها الأعلى في ساحة المعركة في أكتوبر/ تشرين الأول عقب سلسلة من الهجمات المضادة الأوكرانية التي حولت مسار الصراع.
وقالت وزارة الدفاع إن سوروفيكين سيظل نائبا لغيراسيموف. وقالت الوزارة إن التغييرات مُصممة لزيادة كفاءة إدارة العمليات العسكرية في أوكرانيا، بعد أكثر من عشرة أشهر في الحملة.
في انتظار ألمانيا.. بولندا مستعدة لإرسال ليوبارد
ومن جانبه، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن وارسو مستعدّة لإرسال عدد من الدبابات من طراز "ليوبارد" لكييف بناء على طلبها.
وخلال زيارة لمدينة لفيف بغرب أوكرانيا، قال دودا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأوكراني والليتواني "ستُرسَل مجموعة من دبابات ليوبارد (14 مدرّعة) في إطار تحالف يجري تأسيسه".
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطوة، قائلًا إنه كان يتوقع "قرارًا مشتركًا" تشارك فيه دول أخرى مستعدّة لإرسال دبابات "ليوبارد". وقال زيلينسكي "دولة واحدة فقط لا يمكنها أن تساعدنا".
وأضاف، دون أن يسمّي أي دولة، "أعتقد أنه سيكون هناك اليوم (الأربعاء) قرارًا ايجابيًا من دولة أخرى لتزويدنا بدبابات حديثة غربية".
وتطالب أوكرانيا ألمانيا خصوصا بتسليمها دبابات قتالية، ولم تستجب برلين بعد لطلبها مدرعات من طراز "ليوبارد 2".
وقال وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا أمس الثلاثاء "كلما تأخر هذا القرار، كلما ازداد عدد الضحايا وازداد عدد القتلى المدنيين".
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز)