مسلمو الصين: قلق من القمع والاضطرابات
٢٢ مايو ٢٠١٤تدين عشر قوميات من إجمالي 56 قومية في الصين، بالإسلام. وتهيمن أغلبية مسلمة على إقليم شينجيانغ المتاخم لكل من باكستان وأفغاسنتان وطاجكستان وكازاخستان. ويتمتع الإقليم بحكم ذاتي وتبلغ مساحته 1.66 مليون كيلومتر مربع أي سدس المنطقة اليابسة في الصين وبالرغم من ذلك فإن عدد سكانه يشكلون أقل من 2% من إجمالي عدد سكان الصين البالغ 1.3 مليار نسمة. ويقدر عدد السكان في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي حوالي 22 مليون نسمة بحسب إحصائيات حكومية. وتمثل قومية الأويغور المسلمة نحو ثمانية ملايين من إجمالي عدد السكان.
وتتهم جماعات الأويغور في المنفى الزعيم الشيوعي الصيني الراحل ماو تسي تونج بتحويل شينجيانغ إلى مستعمرة بعدما نكث بوعده السماح بمنح الإقليم حق تقرير المصير. كان الإقليم قد شهد هجرة موسعة منذ خضوعه لسيطرة الحزب الشيوعي عام 1949.
سياسات حكومية صارمة
يقول نشطاء حقوقيون وجماعات في المنفى إن سياسات الحكومة الصارمة في المنطقة هي التي زرعت بذور الاضطرابات كما يشدد مجلس اليوغور العالمي على أن سياسات بكين في المنطقة بحاجة لمراجعة. ويخشى حقوقيون استغلال الاضطرابات المستمرة في الإقليم من قبل السلطات كذريعة لتكثيف السياسات القمعية في المنطقة بدلا من العمل على تحسين الأوضاع المتدهورة هناك. من جهتها تقول الحكومة الصينية إن أعمال العنف في الأقليم سببها "إرهابيين" أويغور تصفهم السلطات بأنهم "انفصاليون وإسلاميون". أما سكان الإقليم الأويغور فيشكون من التعرض لمضايقات مستمرة من قبل السلطات ويقولون إنهم صاروا على هامش الانتعاش الاقتصادي ولا يستفيدون منه.
اضطرابات مستمرة
شهد إقليم شينجيانغ اليوم الخميس (22 آيار/مايو 2014) أحد أكثر أعمال العنف دموية في المنطقة منذ سنوات إذ أسفرت متفجرات ألقيت من عربتين على سوق في الإقليم عن مقتل 31 شخصا. ووصفت السلطات الحادث بـ"الإرهابي الخطير" وتعهدت بتكثيف حملة على ما وصفته بـ"غطرسة الإرهابيين".
وقع الاعتداء غداة الإعلان عن صدور أحكام مشددة بالسجن تصل إلى 15 عاما هذا الأسبوع بحق 39 شخصا أوقفوا في شينجيانغ بعد اتهامهم بنشر "أشرطة فيديو إرهابية".
وقد شهد الإقليم العديد من الأحداث الدموية التي أوقعت الكثير من القتلى ففي اليوم الأخير من زيارة الرئيس شي جينبينغ للمنطقة في نيسان/أبريل الماضي، شن مهاجمون مسلحون بالسكاكين والمتفجرات هجوما على محطة اورومتشي للقطارات ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 79 بجروح.
وفي تطور ملحوظ خرجت دائرة أعمال العنف عن إطار الإقليم المضطرب إذ وقع اعتداء في تشرين أو/أكتوبر في ساحة تيان انمين التي تعتبر من رموز السلطة في بكين، حيث اقتحم ثلاثة من الأويغور القادمين من شينجيانغ المنطقة بسيارتهم.
وتزايد التصعيد في مطلع آذار/مارس مع وقوع مجزرة نفذتها وحدة من المهاجمين بالسلاح الابيض في محطة كونمينغ للقطارات جنوب غرب البلاد واسفرت عن 29 قتيلا و143 جريحا. واتهمت بكين حركات انفصالية إسلامية من شينجيانغ بتنفيذها.
ا ف/ هـ.إ. (د.ب.أ/أ.ف.ب /رويترز)