افتتاح المؤتمر العلمي الألماني ـ الشرق أوسطي في العاصمة الأردنية
١١ مايو ٢٠٠٩افتتح اليوم الأحد (10 مايو/أيار 2009) في العاصمة الأردنية عمان المؤتمر الدولي الألماني - الشرق أوسطي، الذي تنظمة مؤسسة الكسندر فون هومبولد الألمانية بالتعاون مع أكاديمية برلين ـ براندنبورج للعلوم والهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD). ويشارك في المؤتمر، الذي أتخذ من "العلم لتوطيد الجسور بين الثقافات" شعارا له، نحو 250 من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين من اكثر من 20 دولة.
شارك في حفل الإفتتاح، الذي اقيم في فندق ماريوت عمان، الأميرة سمية بنت الحسن، نيابة عن راعي المؤتمر الملك الأردني عبدالله الثاني، الذي اعتذر عن الحضور بسبب إنشغاله بزيارة بابا الفاتيكان لبلاده. كما شارك كل من رئيس منظمة الكسندر فون هومبولد، هيلموت شفارتز، ورئيس أكاديمية برلين ـ براندنبورج للعلوم، جونتر شتوك، ونائب رئيس الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي ماكس هوبر.
ومن الجانب العربي مروان موسى رئيس نادي هومبولد في الأردن وحشد من أساتذة الجامعات من جميع الدول العربية تقريبا، إضافة إلى حشد من الباحثين والأكاديميين من دول مختلفة، بينما تغيب عن الحضور لأسباب منها سياسة وأخرى أمنية، كل من الجانبين الإيراني والإسرائيلي، وفقا لما افصحت عنه بشكل غير رسمي مصادر قريبة من المؤتمر لموقعنا. هذا التغيب حول المؤتمر من الناحية العملية إلى مؤتمر عربي ـ ألماني بدلا من المؤتمر الألماني ـ الشرق أوسطي، كما هي التسمية الرسمية له، وإن كان نائب رئيس أكاديمية برلين ـ براندنبورج للعلوم، كلاوس لوكاس قد رفض فكرة تغير إسم المؤتمر.
جدول حافل بالموضوعات
وبعد الإقتتاح انطلقت أعمال المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين يناقش المشاركون فيه خلالها عدة محاور منها محور العلوم والتكنولوجيا، ومحور العلوم الإنسانية، والحوار بين الثقافات بالإضافة إلى جلسة لاستعراض المؤسسات الألمانية المعنية بالتعاون والتبادل العملي مع العالم. وهناك محور خاص حول آفاق التعاون العلمي بين المانيا ودول الشرق الاوسط على المدى الطويل. وستقام ورشة علمية للباحثين الشباب في منطقة الشرق الأوسط تتناول التحديات والمشكلات التي تواجه البحث العلمي في المنطقة.
وفي اليوم الثاني من أعمال المؤتمر سوف يتم الإقتراب من السياسة على الرغم من أن هذا المؤتمر، كما يبدو من عنوانه، يتمحور حول العلم والثقافة، إذ سيتم التطرق في احدى جلسات النقاش إلى السياسة الدولية في الشرق الأوسط، وستتناول جلسة أخرى الإصلاح والديمقراطية والاستقرار السياسي كمتطلبات هامة للتعاول الثقافي والعلمي بين ألمانيا ودول المنطقة. وفي نهاية المؤتمر سوف يتم التطرق إلى السياسة الثقافية الخارجية الألمانية من خلال التركيز على بعض االمشاريع والتجارب كتجربة الجامعات الألمانية في بعض الدول العربية.
"سماء واحدة، وآفاق متعددة"
ركز المتحدثون في كلمات الإفتتاح على العلاقات الثقافية والعلمية بين ألمانيا والشرق الأوسط عموما، وألمانيا والعالم العربي بصفة خاصة، مستعرضين مسيرة التعاون والتبادل العلمي والأكاديمي بين الجانبين العربي والألماني عبر مختلف المؤسسات والقنوات، مشيرين إلى أهمية ذلك للتفارب بين الشرق والغرب ومن ثم بين الثقافات والحضارات.
وأستعرض مسؤولو المؤسسات الألمانية المعنية بالتبادل العلمي والثقافي مع الخارج المشاريع العلمية والثقافية التي نفذت وتنفذ في العالم العربي، مشيرين بصفة خاصة إلى المئات وربما الآلاف من المنح التي قدمتها وتقدمها ألمانيا للباحثين من الدول العربية والذين يشكلون حلقة وصل بين ألمانيا وبلدانهم وسفراء سلام بين الثقافات.
من جانبها أكدت الأميرة الأردنية في كلمتها التي افتتحت بها المؤتمر على أن التعاون العلمي يفتح في عصر العولمة فرص التواصل بين الأمم والحضارات، مشيرة إلى وجود الكثير من التحديات وكذلك الفرص أمام العلماء والباحثين على طريق تعميق مبدا العلم في خدمة الإنسانية. وفي هذا السياق أستشهدت الأميرة سمية بمقولة للمستشار الألماني الأسبق كونراد أديناور بـ "أننا نعيش جميعا تحت سماء واحدة، لكن لدينا آفاق متعددة"، مشيرة إلى أن مهمة هذا الملتقى العلمي الكبير هي توسيع هذه الآفاق والتقريب بينها.
عبده جميل المخلافي ـ عمان
تحرير: ابراهيم محمد