Archäologie: Ein wichtiges Schlachtfeld wurde in Kalefeld entdeckt
٢٤ ديسمبر ٢٠٠٨أعلن علماء آثار ألمان أنهم أكتشفوا ميدان معارك قديم في ألمانيا، يشير إلى أن الجيوش الرومانية ظلت تقاتل القبائل الجرمانية حتى القرن الثالث الميلادي، أي بعد مائتي عام مما هو معتقد حتى الآن. ويتصادف هذا الاكتشاف مع اتخاذ الاستعدادات للاحتفال في أيلول/سبتمبر 2009 بالذكرى الألفين لمعركة غابة توتوبيرج الشهيرة والتي يعتقد أن ثلاثة فيالق من القوات الخاصة الرومانية قد تعرضت خلالها للإبادة على يد مقاتلي حرب العصابات الجرمانيين. لكن يبدو أن الجيوش الرومانية كانت أقوى مما كان يعتقد، وأنها ظلت لمدة أطول تحارب القبائل الجيرمانية.
واعتبرت بيترا لونه، عالمة الآثار المسئولة عن المنطقة هذا الكشف "أهم كشف أثري أوروبي خلال هذا القرن"، كما أشار الدكتور هيننج هاسمان، مدير إدارة الحفاظ على الآثار التاريخية في ولاية سكسونيا السفلى، من جانبه إلى أن "هذا الكشف سوف يغير بالتأكيد من الأفكار التاريخية عن تلك الفترة". فهذا الميدان قد يكشف النقاب عن أسرار الغزوات الرومانية، حسب هاسمان، حيث أنه يعني أن الجيوش الرومانية لم تهرب بعد خسارتها في معركة تويتوبورجر الشهيرة، وهو ما يعني أن الإمبراطورية الرومانية لم تكن قد ضعفت كما كان يعتقد حتى الآن. وكان علماء التاريخ يستندون على هزيمة الرومان في معركة تويتوبورجر وهروبهم إلى ليمز جنوبي ألمانيا ليثبتوا ضعف الإمبراطورية الرومانية في تلك الحقبة.
هزيمة جيوش فاروس كانت نقطة التحول في تاريخ أوروبا
كذلك اعتقد علماء التاريخ حتى الآن أن هزيمة القوات الخاصة التي كان يقودها القائد بوبليوس كوينكتليوس فاروس غيرت مسار الحضارة الغربية. فبعد أن قام الإمبراطور أوجستوس سيزار قبل عام 9 ميلادي بعمليات توسع عسكرية في منطقة الراين وفي وسط وشمالي أوروبا، أصبحت الراين منطقة حدودية بين العالم الروماني "المتمدن" والأراضي "الهمجية" الواقعة إلى الشرق والشمال. وكان قائد قوات القبائل الجرمانية زعيما قبليا يدعى أرمينيوس، تعلم في روما وأصبح صديق ثقة لفاروس.
هذه الثقة في أرمينيوس هي التي أدت بفاروس إلى قيادة قوة استكشافية في عمق غابة مستنقعات منيعة دون حراس أو تعزيزات بناء على أوامر من صديقه أرمينيوس، محل ثقته. لكن الفيالق السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر من جيوش فاروس هُزمَت هزيمة ساحقة، إلى حد جعل هذه الأرقام لا تظهر أبداً فيما بعد في تاريخ النظام الحربي للجيش الروماني.
وصُدمَ أوجستوس صدمة مذهلة لفقده الفيالق الثلاثة حتى أنه مزق ملابسه ورفض حلاقة شعره شهورا كما أن الناس كانوا يسمعونه لسنوات بعد ذلك يردد متأوها "يا كوينكتليوس فاروس، أعد لي فيالقي".
ونتيجة لهذا لم تندمج ألمانيا أبدا في الإمبراطورية الرومانية، مما ترك المنطقة أرض تكاثر للغزوات وأعمال التسلل الهمجية التي أدت في نهاية المطاف إلى انهيار الإمبراطورية. وظهر أرمينيوس المعروف لدى الألمان باسم هيرمان في التاريخ الألماني، بطلا للحرية ورمزا للقوة الوطنية. وفي التفسير الشعبي الألماني للتاريخ، صد هيرمان قوات الاحتلال الرومانية للأبد. وفي أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، استخدم الزعماء الألمان هيرمان شخصية حشد للجماهير في حروب الغزو.
ويُظهر نصب تذكاري قرب موقع ميدان معركة غابة توتوبورج، هيرمان كبطل قومي. وقد حدد الأثريون في السنوات الأخيرة بالضبط موقع المعركة بالقرب من قرية إنجتر الحديثة شمال مدينة أوسنابروك. وتوجد عظام وأسلحة وأعتدة من بقايا الجنود الفارين من الفيالق السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر متناثرة على طول منطقة من غابات المستنقعات ممتدة بطول 17 كيلومترا.
هل يغير هذا الكشف من قراءة تاريخ أوروبا؟
لكن الكشف الأثري الجديد، قد يعني أنه لابد من إعادة كتابة كتب التاريخ، ذلك أن ميدان المعارك المكتشف حديثا والعائد إلى القرن الثالث الميلادي يقع على بعد 160 كيلومترا إلى أقصى الشمال من غابة توتوبورج. ويقول ميشيل فيكمان وهو مسئول في مدينة نورتهايم، التي جرت فيها أعمال التنقيب على مدار شهور أنه تم حتى الآن الكشف عن 600 عمل من نتاج تلك الفترة يوثق بوضوح لأصولها الرومانية في القرن الثالث الميلادي. وظل موقع الكشف موضع تعتيم للحيلولة دون اقتحامه من قبل الفضوليين واللصوص. وصرح فيكمان للصحفيين عند إعلانه نبأ الكشف بأنه "من المعتاد تماما العثور على شواهد تخص الثقافة الرومانية في كل مكان حتى في اسكوتلاندا لكن كشفا كهذا في شمالي ألمانيا أمر مذهل بحق. إنه محفوظ جيدا وبصورة رائعة".
وأفادت التقارير الأولية بأن بصمات الحمض النووي تشير إلى أن بعضا من السهام كان مصنعا من أخشاب الأشجار الأفريقية، التي كانت مفضلة في تصنيع السهام الرومانية. لكن هاسمان قال إنه لا يمكنه تأكيد هذه التقارير. ويأتي الكشف الأخير، بينما يواصل الأثريون التنقيب في موقع ما يبدو أنه كان موقعا عسكريا رومانيا متقدما. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الموقع يرجع تاريخه إلى ما قبل معركة غابة توتوبورج سنة 9 ميلادية، أم أنه كان معسكرا قبليا أقامه المحاربون الجرمان في وقت لاحق لتخزين الأسلحة التي صنعها الرومان وتم تهريبها أو نهبها من الحاميات الحدودية الإمبراطورية.