الآثار المصرية..بين التدمير والسطو
٣١ يناير ٢٠١٤أستقبل متحف الفن الإسلامي بالقاهرة اليوم الجمعة (31 كانون الثاني/ يناير 2014) بعثة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لمعاينة وحصر ما لحق بالمتحف ومقتنياته الأثرية من أضرار وكل ما تأثر من منشآت محيطة به. وقالت وزارة الدولة لشؤون الآثار في بيان إن البعثة تأتي تمهيدا لإطلاق حملة دولية للتبرعات للبدء في مشروع إعادة تأهيل المتحف ومقتنياته المتأثرة بالحادث، وكذلك دار الوثائق العربية والمنطقة المحيطة بموقع المتحف.
وكانت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، قد أعربت عن بالغ قلقها إزاء الدمار الذي حلّ بمتحف الفن الإسلامي إثر انفجار سيارة ملغومة بالقرب من المتحف وأدانت "ما نجم عنه من تدمير لمتحف الفن الإسلامي الذي يتمتع بشهرة عالمية ويضم آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن".
وقد تسبب التفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة الأسبوع الماضي إلى أضرار بالمتحف الإسلامي القريب من منطقة الحادث. وحسب محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر فقد تأثرت جدران ومقتنيات المتحف بشدة نتيجة للتفجير و"التقديرات الأولية للحادث تشير إلى تحطم لمعظم ديكورات المتحف الداخلية وتساقط الأسقف وتهشم الزجاج الخارجي للمبنى الأثري وتهشم كامل لفاترينات عرض المقتنيات الأثرية ونتج عنه تهشم للعديد من المقتنيات من بينها المحراب الخشبي النادر لمسجد السيدة رقية الذي تحطم بالكامل". وأكد وزير الآثار أن المتحف "دمر بالكامل ويحتاج إلى إعادة بناء من جديد".
العثور على قطع أثرية ثمينة
من ناحية أخرى قال مسؤول في وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر إن شرطة السياحة والآثار ضبطت في منزل مواطن مصري جنوبي القاهرة 935 قطعة أثرية ترجع لعصور مختلفة منذ عصر الدولة الفرعونية القديمة حتى العصر القبطي. كما عثرت على بعض الأسلحة وطلقات الرصاص. وقال علي الأصفر رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة الخميس (30 كانون الثاني/ يناير 2014) لرويترز إن لجنة أثرية عاينت 2320 قطعة تم ضبطها في منزل المواطن وثبت للجنة أن 935 قطعة أثرية والباقي قطع مقلدة. وأضاف أن هذه القطع نتيجة الحفر خلسة والذي مارسه بعض المواطنين في أماكن متعددة من البلاد وخصوصا في ظل الانفلات الأمني منذ الاحتجاجات الشعبية التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك قبل ثلاث سنوات. وقال إن من القطع المضبوطة تمثالا من الجرانيت وعددا كبيرا من تماثيل الأوشابتي وهي تماثيل جنائزية صغيرة كانت تدفن مع المتوفى لتصحبه في العالم الآخر. وتابع أن المضبوطات تشمل أيضا أقنعة خشبية ترجع للعصر القبطي وتابوتا لطفل وبعض التمائم.
ونشطت في الآونة الأخيرة عمليات الحفر غير المشروعة بحثا عن آثار فرعونية في مناطق كثيرة يتوقع المواطنون أن تكون مكانا لمقابر أو معابد. وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي ضبطت مومياء فرعونية في منزل مواطن مصري جنوبي القاهرة أيضا نتيجة الحفر خلسة.
ع.ج.م/ع.خ (أ ف ب، دب أ، رويترز)