الأبد هو الآن.. معرض فني عالمي تحتضنه أهرامات مصر الخالدة

يتم تنظيم المعرض الفني لأول مرة في منطقة أهرامات الجيزة، الموقع المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو والذي يعود لـ 4500 عام. فبجوار تمثال أبو الهول الخالد، عرضت الفنانة الأمريكية جيزيلا كولون عملها الفني الذي يحمل اسم "الخلود الآن" وهو عبارة عن قبة بيضاوية بطول تسعة أمتار تكريما لتاريخ وإرث الفراعنة، في تأكيد على هدف المعرض الذي يتجلى من عنوانه "الأبد هو الآن".

المعرض من تنظيم "آرت دي إيجيبت" وهي شركة تهدف إلى الترويج للفن المصري القديم وخاصة تراث الفراعنة ،من خلال تنظيم معارض في المواقع التاريخية التي تذخر بها مصر. وفي بيان لها، قالت الشركة إن المعرض "يمثل اندماجا بين التراث القديم والفن المعاصر. أردنا أن نظهر الرابط بين تاريخنا وحاضرنا الذي سيستمر إلى الأبد".

هذا العمل الفني حمل اسم "برزخ" وقام بتصميمه الفنان المصري معتز نصر الذي استوحى عمله الفني هذا من "مركب الشمس" أو "سفن روح الآلهة" التي كان يستخدمها المصريون القدماء لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة.

نجح الفنان الفرنسي جان رينيه، الذي يعد من أشهر فناني الشوارع، في التلاعب بالخيال في عمله الفني الذي حمل اسم "تحيات من الجيزة" إذ صمم رأس هرم طليقا بعد فصله عن جسم الهرم.

بوجه تعلوه الإبتسامة تقف الفنانة التشكيلية المصرية المقيمة في الولايات المتحدة شيرين جرجس أمام عملها الفني بعنوان "ها أنا قد عدت"، قائلة إن العمل يأتي تكريما لسيدات مصريات ناضلن على مر عقود لدعم المجتمع وحقوق المرأة والثقافة. العمل مستوحى من سيستروم، وهي أداة موسيقية إيقاعية كانت تستخدمها النساء في عبادة الإلهة إيزيس التي يقول علماء الآثار إنها بدأت فى مصر القديمة في الألفية الأولى قبل الميلاد.

قام الفنان الروسي ألكسندر بونوماريف الذي يعد من أشهر الفنانين المعاصرين، بتصميم هذا العمل الفني الذي أطلق عليه اسم "أوروبوروس" وقام بتصنيعه من الفولاذ والسيراميك والزجاج. والأوربوروس هو رمز يوناني قديم يصور الثعبان الذي يلتهم ذيله كرمز لدورة الحياة.

لا تتوقف مهارات المرأة الروبوتية Ai Da أو "أيدا" على التحدث فحسب، بل يمكنها أيضا ابتكار لوحات خاصة بها من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي. بيد أن طريقها إلى سفح الاهرامات لم يكن سهلا، إذ تم احتجازها لعدة أيام من قبل السلطات المصرية للاشتباه بأنها قد تكون "جهاز تجسس". وبعد عشرة أيام، أُطلق سراح الروبوت "أيدا" بعد تدخل السفارة البريطانية في القاهرة.

اختار الفنان البرازيلي جواو تريفيسان اسم "الجسد الذي ينهض" لعمله الفني الذي يشارك به في المعرض. ويبلغ ارتفاعه سبعة أمتار ويتألف من قضبان السكك الحديدية القديمة التي تعود للقرن التاسع عشر، إذ كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت السكك الحديدية. ويؤكد تريفيسان أنه يرغب في دمج ماضي مصر بشكل مباشر في عمله.

يقف الفنان الإيطالي لورينزو كوين مع زوجته جيوفانا قرب عملهما الفني الذي حمل اسم "معا". وقال كوين إن سبب اختياره تصنيع هذا العمل ليشارك به في هذا المعرض الفريد، هو احترامه لحقيقة مفادها أن "المجتمعات ستحقق الكثير إذا اتحدت وعملت معا. إذ سيكون بمقدورها تجاوز أي عقبة". وصف كوين معرض "الأبد هو الآن" الذي يستمر حتى السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بالحدث التاريخي. إعداد: نيل جينش/ م.ع