الأجانب في براندنبورغ هل حياتهم في خطر؟
١٩ مايو ٢٠٠٦قال هايه المتحدث الحكومي السابق لغيرهارد شرودر في لقاء مع إحدى القنوات الإذاعية الألمانية" توجد مدن صغيرة ومتوسطة الحجم في ولاية براندنبورغ وفي ولايات أخرى لا أنصح كل من يشير لون بشرته إلى أنه ليس ألمانياً بالذهاب إليها ، لأنه قد لا يعود من هناك سالماً." جاءت أقوال هايه في الوقت الذي تحضر ألمانيا نفسها لاستقبال المنتخبات المشاركة في بطولة العالم لكرة القدم وهذا ما رفع من حدة ردود الفعل لأن ألمانيا تريد تقديم صورة جيدة عنها في هذا الوقت بالذات، واستنكر رئيس وزراء ولاية براندنبورغ ماتياس بلاتسيك تصريحات هايه قائلاً: "إن هذا ليس إلا عبارة عن تعميم لا يفيد أحداً ولا يعطي صورة حقيقية عن الواقع بل يشل كل الجهود المبذولة للحد من اليمين المتطرف." وهذه إشارة واضحة إلى الجمعية الأهلية "غيزيشت تسايغن" (كن شجاعاً) التي أسسها هايه نفسه لتشجيع المواطنين لمكافحة التطرف اليميني ومعاداة الأجانب.
جمعية هايه "كن شجاعاً"
قام هايه بتأسيس هذه الجمعية الأهلية بعد أن دعا المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر إلى حملة شعبية ضد اليمين المتطرف بعد اعتداء حدث ضد مهاجرين يهود من أوروبا الشرقية وأطلق على الحملة شعار "انتفاضة الشرفاء". صحيح أن التحقيقات أثبتت فيما بعد أن الاعتداء لم يحدث بدوافع عنصرية لكن الجمعية الشعبية واصلت عملها وأتت ثمارها في ولاية براندنبورغ حيث تدل الدراسات الأخيرة حول ظاهرة انتشار العنف من المتطرفين اليمينيين على أن عدد الاعتداءات العنصرية والعرقية أخذت في التراجع منذ التسعينيات من القرن الماضي ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى نشاط أهالي براندنبورغ خاصة من خلال المشاريع الكثيرة والتظاهرات ضد مد اليمين المتطرف في ولايتهم.
الأجانب في ولاية براندنبورغ وظاهرة التطرف اليميني
يعيش في ولاية براندنبورغ قرابة 70 ألف أجنبي قدموا من آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وهؤلاء الناس يعملون في مجالات كثيرة أو يدرسون في مدن كوتبوس ونويروبين وفرانكفورت أودر ولكن نسبتهم لا تتجاوز الثلاث بالمائة، وذكرت الشرطة أنها رصدت 31 حالة اعتداء على الأجانب في الولاية بينما ذكرت جمعية "أفق الضحايا" المهتمة بقضايا ضحايا عمليات الاعتداء أن حالات الاعتداء على الأجانب في براندنبورغ تجاوز المائة حالة، وهذا مؤشر على أن كثير من الضحايا لا يقدمون شكوى على المعتدين لدى الشرطة لأسباب غير معروفة. ويتحدث الشاب الأفريقي القاطن في براندنبورغ الذي لم يذكر اسمه عن تجاربه غير السعيدة مع المتطرفين الذين يقولون له أحياناً: "أنت أيها الزنجي، عد إلى أفريقيا" بالإضافة إلى كلمات بذيئة جداً. وذكرت جمعية "أفق الضحايا" أن الاعتداءات على الأجانب لا تقتصر غالباً على التحرش بل تشمل حالات عنف قد تكون عواقبها وخيمة مثل الاعتداء الذي تعرض له مهندس أثيوبي في عاصمة براندنبورغ بوتسدام قبل أسابيع اضطرته إلى المكوث في غرفة العناية المشددة لأيام عديدة وأثار الاعتداء موجة استياء عنيفة في كافة الأوساط السياسية الألمانية.
دويتشه فيله/إعداد: سمير مطر