الأردن- "حملات إنتخابية بشعارات فضفاضة ومستنسخة"
١٧ يناير ٢٠١٣خارطة المرشحين في الأردن غابت عنها جماعة الإخوان المسلمين وشملت 1425 مرشحا ومرشحة، بينهم 191 سيدة. وترى الكاتبة الصحفية الأردنية، سهير جرادات، في حوار مع DWعربية أن عدد المرشحات والمقاعد التي خصصت لهن جيد و"لكن ما يؤلم كما تقول أن هذا التمثيل جاء من خلال "الكوتا"، وكأن المرأة أقلية ولا تمثل أكثر من نصف المجتمع".
وتضيف جرادات أن ما يؤسف أيضا هو غياب صور المرأة عن بعض اليافطات الانتخابية للمرشحات خاصة في بعض "المجتمعات المغلقة من المحافظات"، وذلك لأبعاد اجتماعية وتقاليد وأعراف مجتمعية. "وهذا بحد ذاته مؤشر غير جيد ويعكس صورة غير حضارية عن البلد"، كما تقول الكاتبة والصحفية.
"غياب تمويل حملات المرشحات"
وتؤكد الكاتبة الأردنية أن ضعف القوة الاقتصادية وغياب تمويل حملات المرشحات وراء ضعف ترشح البعض من القادرات على تقديم شيء ويحملن أفكارا جيدة. وترى أن ذلك يدل على غياب المنظمات النسوية الخاصة برعاية المرأة وشؤونها ودعم قضاياها.
وتضيف أن غالبية الشعارات المطروحة مستهلكة والقصد منها " بيع كلام شعارات" طمعا في الوصول إلى قبة البرلمان، خاصة لأصحاب تلك الشعارات البعيدة عن التطبيق أو المنال.
ويصف المحلل الاقتصادي، سلامة الدرعاوي، رئيس تحرير صحيفة المقر الإلكترونية في حوار مع DWعربية شعارات بعض المرشحين بأنها شعارات "فضفاضة للتلاعب بمشاعر الناخبين"، ويؤكد أن تطبيق البعض الآخر من هذه الشعارات بحاجة إلى قوائم أو كتل تؤمن بمبدأ العمل " فالعمل الفردي لا يؤدي إلى علاج أو تنفيذ لأي فكرة"، كما يقول.
"غياب الإخوان لم يترك أثرا كبيراً على خارطة الترشح"
من جهته يرى الإعلامي، أنس المجالي، أن شعارات المرشحين "مستنسخة عن دورات سابقة لا جديد فيها، وأغلبها مجرد عبارات "لا وزن لها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به". ويضيف أنه حتى القوائم المشكلة لخوض الانتخابات على المستوى الوطني حسب قانون الانتخاب الجديد، لجأ كثير منها إلى "الكلام والشعارات والبرامج الممجوجة". ويضيف أنه باستثناء عدد قليل من هذه القوائم التي قدمت برامج تفصيلة وواضحة المعالم للقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ووضعت تصوراتها للحلول، لم تقدم أغلب القوائم أي برامج عملية وواضحة بل استنسخت برامج الدوائر الفردية غير الواقعية وغير العملية وغير القابلة للمحاسبة.
ولم يترك غياب الإخوان المسلمين أثرا كبيراً على خريطة الترشح، فأرقام المرشحين، كما يقول المجالي في حوار مع DWعربية، تضاعفت عن الانتخابات الماضية كما أن هناك مرشحين أدركوا أهمية الخطاب الديني و"تسابقوا على استخدامه والزج به" في هذه الانتخابات.
"المشهد غير المفهوم"
لكن المجالي يستدرك ويقول إن لغياب الإخوان المسلمين عن الانتخابات ومقاطعتها أثرا ملحوظا على المشهد الانتخابي وتركيبة مجلس النواب المقبل ويقول: " فمن المعلوم أن مقاطعة الانتخابات شملت أحزاب جبهة العمل الإسلامي والوحدة الشعبية، وهي ذات الأحزاب التي قاطعت انتخابات 2010، والحزب الشيوعي الذي قاطع على خلفية رفع أسعار المشتقات النفطية وليس على خلفية قانون الانتخاب.
ويضيف المجالي أن المشهد غير المفهوم لدى أحزاب المعارضة بين المشاركة والمقاطعة انعكس أيضا على الحراكات الشعبية التي أعلن بعضا منها المقاطعة، ورغم ذلك شارك عدد من النشطاء في الحراك الشعبي في الانتخابات من خلال عدد من القوائم ، لا بل وشكلت قائمة معظمها من النشطاء الشعبيين، آلا وهي "قائمة الحراثين".
ويخلص الإعلامي الأردني إلى القول إن الحراك السياسي في الأردن المطالب بالتغيير سيستمر خلال الفترة المقبلة لكن بزخم ووتيرة مختلفين، "فعيون المشاركين والمقاطعين على حد سواء تتجه نحو نزاهة الانتخابات المقبلة باتجاه استعاده الثقة بالعملية الانتخابية والبرلمان، فإذا شاب الانتخابات أي تزوير فهذا سيدخل البلاد في أزمة سياسية لا تحمد عقباها".
وينظر بعض الأردنيين إلى شعارات المرشحين بعين الاستغراب، وتقول المعلمة لمى مدحت لـ DW عربية إن من ينظر إلى هذه الشعارات يشعر وكأن "قضايا الأردن ومشاكله السياسية والاقتصادية ستحل من قبل هؤلاء المرشحين فور وصولهم إلى قبة البرلمان".
من جهته يقول التاجر محمد سمير لـ DW عربية إنه غير مكترث بالانتخابات وليس على استعداد لتحليل أي من شعارات اليافطات "التي مُزق كثير جراء رياح العاصفة الثلجية التي ضربت الأردن قبل أيام".
وتجري الانتخابات النيابية في الأردن بحسب الدستور مرة كل أربع سنوات، علما بأن الانتخابات الأخيرة كانت قد جرت في العام 2010 بعد أن قرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حل البرلمان.