الأزمة السورية: انتهاء جولة المفاوضات دون حل في الأفق
١٤ فبراير ٢٠١٤تبادل الاتهامات بين الجانبين بعرقلة المفاوضات شكل القاسم المشترك بين طرفي النزاع في سوريا بعد خمسة أيام متواصلة من المفاوضات دون التوصل إلى أي نتيجة تذكر. ولم يتمكن الوفدان الحكومي والمعارض، اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة خلال الجولة التي بدأت الاثنين ومن المقرر أن تختتم الجمعة (14 شباط/ فبراير 2014) في الاتفاق حتى على جدول أعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الأولويات بين "مكافحة الإرهاب" و"هيئة الحكم الانتقالي".
من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الجمعة أن الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" مع وفد المعارضة لم تحقق أي تقدم. وقال المقداد، وهو عضو في الوفد الحكومي: "أعرب عن أسفنا العميق أن هذه الجولة لم تحقق أي تقدم"، وذلك إثر جلسة للوفد مع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وأكد المقداد أن "الطرف الآخر لا يعترف بوجود إرهاب وسيارات مفخخة وكل التنظيمات الإرهابية"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من ذلك، فإننا سنستمر بهذه العملية" السياسية.
كما أعلن وفد المعارضة السورية المشارك أن الجولة الثانية من المفاوضات وصلت إلى "طريق مسدود"، خلال لقاء منفصل عقده الجمعة مع الإبراهيمي. وقال عضو الوفد لؤي صافي في مؤتمر صحافي: "وصلنا إلى هذا الطريق المسدود. أرجو إلا يكون السد جداراً سميكاً. العثرة أو العقبة يمكن أن نتجاوزها". وأضاف: "المفاوضات تعثرت. هذا ليس سراً. وصلنا إلى نقطة لا يمكن تخطيها إلا بوجود فريق آخر يريد أن يتعاطى مع الحل السياسي"، في إشارة إلى الوفد الحكومي الحالي.
وأضاف صافي أن "الفريق الحالي الذي أرسله النظام لم يبد أي تجاوب، علماً أن الموضوع يمس كل السوريين". لكن وفد المعارضة السورية ترك باب المفاوضات مفتوحاً إلى حين، عندما أشار المتحدث باسمه إلى أن الوفد لن يضع شروطاً لعقد جولة ثالثة من المحادثات في جنيف بعد جولتين لم تحرزا أي تقدم.
في غضون ذلك، واصل المبعوث الدولي إلى سوريا جهوده من أجل كسر الجمود في علاقة طرفي النزاع مع بعضهما، إذ اجتمع الإبراهيمي مع مسؤولين أمريكيين وروس بارزين أمس الخميس في جنيف بهدف دفع الراعيتين للأزمة السورية إلى ممارسة مزيد من الضغط على الطرفين لتقديم تنازلات مقبولة من أجل استمرار المفاوضات وقيادتها إلى نتيجة تخدم الشعب السوري.
ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحي المعارضة حفروا أنفاقاً تحت فندق كارلتون في حلب القديمة وقاموا بتفجيرها، مما أدى إلى مقتل خمسة جنود على الأقل. وقال المرصد إن "الكتائب الإسلامية المقاتلة حفرت عدة أنفاق في محيط وأسفل فندق كارلتون الذي تتمركز فيه القوات النظامية وفجرت عدداً منها صباح" الجمعة.
ح.ع.ح/ ي.أ (رويترز/ أ.ف.ب)