الأسد يحضر القمة العربية رغم سجله الحقوقي الثقيل
١٨ مايو ٢٠٢٣بعد عزلة قبع فيها منذ أكثر من عقد من الزمن، أعلنت الخارجية السورية رسميا أنّ الرئيس بشار الأسد توجه اليوم الخميس (18 مايو/ أيار 2023) إلى مدينة جدة السعودية لحضور القمة العربية المنعقدة هناك غدا الجمعة، في تطور ينهي تماما عزلة السد بعد سنوات نأت فيها معظم الدول العربية بنفسها عنه إثر قمعه للاحتجاجات على حكمه في 2011 والحرب الأهلية التي نشبت بعد ذلك.
النأي بالنفس عن الأسد، تراجع إلى المطالبة بالحد من تجارة المخدرات المزدهرة في بلاده وتمكين لاجئي الحرب من العودة. يأتي ذلك بعد تقليص قطر من حجم طموحها والقبول بالدور السعودي في المنطقة تزامنا مع المصالحة السعودية الإيرانية. هذا التطور يعتبره ديفيد ليش أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة ترينيتي في تكساس أنه "لحظة انتصار لبشار الأسد"، فيما حذرتوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من السعودية بأنه لا يجب يتم ذلك عبر "تجاهل وحشية الأسد".
حنين لوضع ما قبل 2011
وبين الأمن والديمقراطية، يقول المراقبون أن العرب خاصة المملكة السعودية اصطفت نحو الخيار الأول، فوفق جوزيف ضاهر الأستاذ في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا بإيطاليا فإنّ "هناك بالفعل استعداد في السنوات القليلة الماضية من قبل السعودية وجهات إقليمية فاعلة أخرى لتعزيز شكل من أشكال الاستقرار الاستبدادي في المنطقة". وأضاف "على الرغم من الخلاف المستمر بين مختلف الدول... فإن لديهم موقفا مشتركا يتمثل في الرغبة في العودة إلى وضع مشابه لما كان عليه قبل انتفاضات 2011".
لكن، ومع عودته إلى الحاضنة العربية، تعود التساؤلات إلى الواجهة حول السجل الكارثي للأسد في مجال حقوق الإنسان، والجرائم البشعة التي ارتكبت في حقّ الشعب السوري منذ نشوب الحرب.
ويقول محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة إن القوات الحكومية استخدمت الأسلحة الكيماوية أكثر من عشرين مرة خلال الحرب الأهلية السورية، وسط نفي قاطع لدمشق استخدامها للأسلحة الكيماوية.
السوريون منقسمون
يتابع الشارع السوري هذه التطورات بتضارب تتداخل فيه مشاعر أولئك الذين يأملون تطبيعا اقتصاديا موازيا للتطبيع السياسي، ما قد يخفف المحنة عن السوريين. وبين أولئك الذين عانوا الويلات منذ اندلاع الصراع، ويحملون مسؤولية الجرائم البشعة والتهجير والاعتقالات والتعذيب والقتل في السجون وكل ما آلت إليه الأوضاع في البلاد إلى رأس النظام السوري. بالنسبة لهؤلاء فإن مشهد احتضان الأسد في الجامعة العربية "قهر" يضاف إلى قائمة آلام السنوات الـ 12 الماضية.
و.ب/ح.ز (رويترز، أ ف ب، د ب أ)