يجري التسويق للأفوكادو والتوت الأزرق في أوروبا على أنها من الأغذية الخارقة، فهي غنية بالعناصر الغذائية والصحية. في تشيلي أدّت زراعة الأفوكادو إلى نقص حاد في المياه، وأيضاً في بيرو يجري حالياً التوسّع بشكل هائل في زارعة التوت الأزرق. قام الصحفي ماتياس إيبرت بجولات ميدانية في كل من تشيلي وبيرو، وألقى نظرة عن كثب على التبعات التي خلفها قطاع صناعة الأغذية الخارقة على الإنسان والبيئة. في محافظة بتوركا التشيلية يمارس صغار المزارعين زارعة الأفوكادو منذ أعوام طويلة. لكن الإقبال الشديد على الأفوكادو في أوروبا وأمريكا ابتداءً من عقد التسعينيات رفع الإنتاج بقوة. ومنذ ذلك الوقت يهيمن كبار المزارعين على سوق الأفوكادو، وهم يستهلكون في زراعته كميات كبيرة من المياه. فإنتاج كيلوغرام واحد من الأفوكادو يستهلك ألف لتر من المياه، أي أكثر بكثير من محاصيل أخرى كالطماطم أو البرتقال. أصبح الناشط في مجال حماية الموارد المائية رودريغو مونداكا بفضل نضاله الذي امتد لأعوام طويلة، من بين أهم السياسيين المحليين، وهو يحاول الآن إصلاح التشريعات الخاصة بالموارد المائية في تشيلي. وشأنها كشأن زارعة الأفوكادو في تشيلي، تزدهر في بيرو منذ سنوات عديدة زراعة التوت الأزرق. تزرع الفاكهة حلوة الطعم في أكياس بلاستيكية سوداء في تربة قاحلة، ثم يجري تصديرها إلى ألمانيا، خاصة في شهري نوفمبر وديسمبر. لا يوجد حالياً نقص في المياه في بيرو، إلا أن المنتجين يرغبون في توسيع زراعته بشكل هائل، ما يعني أيضاً الحاجة لكميات متزايدة من المياه، فهم يرغبون في تحويل مسارها من جبال الأنديز الغنية بالمياه، إلى الأراضي شبه الصحراوية التي يُزرع فيها التوت الأزرق. فهل ثمار الأفوكادو والتوت الأزرق من أمريكا الجنوبية تٌعد أغذية خارقة، أم قاتلة للمناخ؟