"الألمان لا يرون في مسألة الإنجاب سوى المشاكل والفرنسيون يعتبروها أمرا مثيرا"
٦ مايو ٢٠٠٧كشفت دراسة حديثة عن أسباب التفاوت بين معدل المواليد في فرنسا وألمانيا التي تعاني نقصا في المواليد، لأن كل سيدة ألمانية تنجب 1.3 طفل مقابل طفلين لكل امرأة فرنسية. ويرى البعض أن فرنسا ستصبح بحلول عام 2050 أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث التعداد السكاني.
وأظهرت الدراسة، التي أعلنت وزيرة الأسرة الألمانية أورسولا فون دير لاين نتيجتها في برلين، أن الألمان يفكرون في مشاكل الأطفال قبل كل شيء عندما يتحدثون عن موضوع الإنجاب، في حين يرى الفرنسيون أن إنجاب الأطفال أمر مثير بالنسبة لهم.
فرنسا وألمانيا: اختلاف في وجهات النظر
وأوضحت الدراسة التي أجراها معهد ألينسباخ لقياس الرأي لصالح مجلة "بيلد دير فراو" الألمانية على حوالي 2000 من الألمان والفرنسيين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و49 عاما أن الاختلاف الأكبر في هذا الشأن يأتي من اختلاف وجهة نظر الألمان والفرنسيين حول موضوع عدم الإنجاب حيث أن 66% من الفرنسيين الذين ليس لديهم أطفال مقتنعون بأن الصغار عنصر لجلب السعادة في حين تبلغ هذه النسبة عند الألمان 46% فقط. كما أوضحت الدراسة أيضا أن 26% من الألمان لا يرغبون في الإنجاب مستقبلا في حين تصل هذه النسبة بين الفرنسيين إلى 13% فقط.
عدم الإنجاب: خطة حياة في ألمانيا
وعلقت ريناتا كوشر مديرة معهد ألينسباخ على نتائج الدراسة قائلة إن "عدم الإنجاب في فرنسا يعد مرحلة عابرة بينما يعتبر هذا الأمر عندنا في ألمانيا خطة حياة". ومن الاختلافات الواضحة أيضا في هذا الشأن هو عملية تقييم القدرة على التوفيق بين الأسرة والعمل فعلى الرغم من أن العمل مهم جدا بالنسبة للنساء في كلا الدولتين فإن الفرنسيات يتوفر لديهن بكل وضوح الظروف المناسبة لذلك حيث أوضحت 62% من الفرنسيات أنه يمكن الجمع بين تربية الأبناء والعمل بشكل جيد بينما تصل هذه النسبة في ألمانيا إلى 22% فقط. لذلك فإنه ليس غريبا أن نجد أن 60% من الأمهات الفرنسيات يعملن مقابل 3ر44% فقط من الأمهات الألمانيات.
وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "برلينر مورجين بوست" الصادرة اليوم الجمعة فإن 35% من الفرنسيين و16% فقط من الألمان يرون أن إنجاب أكثر من طفلين يعد أمرا مثاليا. واعتبرت وزيرة شئون الأسرة الألمانية أورسولا فون دير لاين هذه الدراسة بأنها "رياحا خلفية" لخططها التي تسعى لمضاعفة أعداد دور الحضانة بمقدار ثلاثة أمثال حتى عام 2013. وقالت "إن فرنسا قد أظهرت أن سياسة الأسرة الحديثة لن تؤدي إلى تشتيت شمل الأسرة بل على العكس".