الألمان ينفقون أموالا طائلة على حيواناتهم الأليفة رغم الأزمة الاقتصادية

أصبحت محلات بيع أعلاف وأغذية الحيوانات في ألمانيا تزخر بأنواع مختلفة وغريبة من الأطعمة، حيث لم يعد يوجد نوع من الطعام يخطرعلى بال إنسان إلا وعرض للبيع في هذه المحلات الخاصة. فالأعلاف المصنوعة من لحم النعام، والبودنغ الخاص بالقطط، بالإضافة إلى عظام خاصة بالعناية بأسنان الكلاب هي أمثلة فقط  لطعام الحيوانات الذي أصبح موجودا حاليا في الأسواق، بل أكثر من ذلك توجد حاليا أغذية خاصة بالقطط الذين يعانون من الحساسية أو الكلاب الذين تقدم بهم العمر. وتُكلف هذه الأغذية مبالغ ليست بالقليلة، فسعر 110 غرام من السجق الممزوج بالفطريات يكلف ثلاثة يورو، والكيلوغرام الواحد من هذا الغذاء الخاص بالكلاب يباع بـ 25 يورو.

وبالبرغم من أن توفر السجق على فطريات من عدمه لا يشغل بال الكلاب كثيرا، فإن أصحابها ينفقون أمولا كثيرا في شراء أغذية بجودة عالية لحيواناتهم الأليفة. فحسب رابطة تجار أعلاف الحيوانات في ألمانيا فإن الألمان أنفقوا في عام 2011 قرابة 4 مليارات يورو للعناية بحيواناتهم الأليفة. ويشهد سوق أعلاف الحيوانات الأليفة في ألمانيا ارتفاعا مستمرا بالرغم من الوتيرة البطيئة لهذه الزيادة التي لم تتجاوز واحد في المائة عام 2011.

الحيوانات الأليفة أصبحت جزءا من العائلة

في ألمانيا وحدها توجد 12 مليون قطة و أكثر من 7 مليون كلب، بالإضافة إلى الملايين من القوارض والزواحف. هذه الحيوانات كانت هي السبب في ثراء تورستن تولر الذي افتتح عام 1990 محلا تجاريا خاص ببيع أعلاف الحيوانات الأليفة يحمل اسم  Fressnapf. واليوم أصبح تولر يملك قرابة 1200 فرع من Fressnapf في جميع أنحاء أوروبا. وحول سوق أعلاف الحيوانات في ألمانيا يرى تولر بأن الاهتمام بالحيوانات ازداد كثيرا في الأعوام الأخيرة، ويضيف في حديثه مع دي دبليو :" الحيوانات أصبحت اليوم جزءا من العائلة، وهذا يعني أيضا أن الناس أصبحوا يبحثون عن طعام عالي الجودة لحيواناتهم".

عندما بدأ تولر ببيع أعلاف الحيوانات كانت نسبة المبيعات من المنتجات العالية الجودة تتراوح بين اثنين وأربعة في المائة من مجموع المبيعات، أما اليوم فأصبحت نسبة هذه المبيعات تفوق 35 في المائة.

إقبال متزايد على المنتجات العالية الجودة

شركة Wunschfutter أصبحت تتيح لزبائنها اليوم إمكانية اختيار الغذاء المناسب لحيواناتهم عبر الانترنت والقيام بأنفسهم بخلط مكونات هذا الطعام، حيث يمكنهم الاختيار بين لحم الغنم والبقر والأسماك. ويوجد دليل على الإنترنت يوضح الطعام المناسب الذي يصلح للأنواع المختلفة من الكلاب. وفي مستودع في منطقة صناعية بمدينة دورتموند يتم خلط الأعلاف بالزيوت والدهون والفيتامينات قبل تعبئتها.

كما يمكن للزبائن تحميل صورة لكلابهم حتى يتم إلصاقها لاحقا على علبة الطعام بالإضافة إلى اسم الكلب. أكثر من نصف الأعلاف المختارة هي من اللحوم، حيث تخلت الشركة عن عرض الأعلاف التي تتضمن مواد إضافية أو حبوب، وبهذا الخصوص يرى توبياس هايتمان مؤسس شركة Wunschfutter قبل سنتين، بأن المواد الخامة تطورت كثيرا، ويضيف:" كل دفعة من الأعلاف يتم إخضاعها للفحص في مختبرين مختلفين، وبالتالي يتم ضمان جودة عالية". لكن كما يقال فإن الجودة لها ثمنها، فكيلوغرام واحد من هذه الأعلاف المختارة يكلف أربعة يورو. ورغم ذلك تبيع الشركة أكثر من طن من أعلاف الكلاب سنويا، وهي كمية تفوق أيضا الأهداف التي وضعتها الشركة لنفسها.

صمود السوق في وجه الأزمات

ويبدو أن الأزمة الاقتصادية لم تؤثر كثيرا على سوق لوازم الحيوانات الأليفة، حيث ظلت نسبة المبيعات مستقرة سواء في ألمانيا أو أوروبا. وهو ما جعل تولر يستنتج بأن الناس حتى في الأوقات الاقتصادية العصيبة لا يوفرون في المصاريف التي تنفق على حيواناتهم الأليفة. وهو ما يؤكده استطلاع للرأي أجرته مؤسسة بحث الاستهلاك في ألمانيا، حيث قال 55 في المائة من المستجوبين بأنهم سيقتصدون في احتياجاتهم الخاصة بدلا من الاقتصاد في مصاريف الحيوانات إذا طالت الأزمة الاقتصادية ألمانيا أيضا. ويرى الخبراء بأن الاهتمام بالبيت والعائلة والحيوان الأليف يزداد أوقات الاضطرابات الاقتصادية.

ويمتد اهتمام الألمان بكلابهم وقططهم حتى بعد مماتهم، فحسب بيانات الاتحاد الألماني لدفن الحيوانات فإن قطاع دفن الحيوانات في ألمانيا يحقق معاملات تقدر بـ 10 مليون يورو في السنة.