إفريقيا تواجه أزمة "غير مسبوقة" بسبب حرب أوكرانيا
٦ مايو ٢٠٢٢التداعيات الاقتصادية للغزو الروسي لأوكرانيا لا تقتصر على الدولتين، بل تمتد لتشمل مختلف دول العالم، وخاصة الدول النامية. وقال كبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إفريقيا، ريموند غيلبين، خلال مؤتمر صحافي في جنيف بسويسرا "هذه أزمة غير مسبوقة بالنسبة للقارة" الإفريقية. وتحدث غيلبين في المؤتمر عبر تقنية الفيديو من نيويورك عن ارتفاع التضخم لا سيما في جنوب إفريقيا وزيمبابوي وسيراليون. وتوقع الخبير الاقتصادي "انخفاضًا في النمو الاقتصادي في القارة الذي من المفترض أن يرتفع قليلاً هذا العام بعد كوفيد، وسيناهز نمو الصادرات 4 بالمئة وليس 8,3 بالمئة كما كان متوقعا".
ونتيجة ذلك ستواجه ملايين الأسر صعوبات مالية يمكن أن تفاقم الغضب الاجتماعي في أنحاء القارة التي تضم غالبية أفقر دول العالم. وأضاف ريموند غيلبين "نرى احتمال نشوب توترات في بؤر ساخنة مثل الساحل وأجزاء من وسط إفريقيا والقرن الإفريقي". وأردف المسؤول الأممي "التوترات خصوصا في المناطق الحضرية والمجتمعات ذات الدخل المنخفض، يمكن أن تتفاقم وتؤدي إلى احتجاجات وأعمال شغب عنيفة"، لا سيما في البلدان التي تجري انتخابات هذا العام أو العام المقبل. ويعود ذلك خصوصا الى اعتماد العديد من الدول الإفريقية على روسيا وأوكرانيا في استيراد المواد الغذائية، وهما مصدران رئيسيان للقمح والذرة وبذور اللفت وزيت دوار الشمس.
من جانبها، أوضحت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أهونا إيزياكونوا أن "بعض البلدان الإفريقية يستورد ما يصل إلى 80 بالمئة من القمح من روسيا وأوكرانيا. مع الاضطرابات التي تحدث الآن، هناك حالة طوارئ بصدد التشكل". وتساءلت إيزياكونوا المديرة الإقليمية لمكتب إفريقيا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "أين تتجه هذه البلدان بين عشية وضحاها بحثًا عن سلع أساسية؟ وأشدد على أنها سلع أساسية". ولفتت المسؤولة إلى معدلات اقتراض شديدة الارتفاع لدول إفريقية. وأضافت أهونا إيزياكونوا "إنها أعلى من أي مكان آخر في العالم.
ومن حيث الديون، هناك عدد من البلدان التي تعاني أصلا ضائقة"، مشيرة خصوصا إلى غانا المثقلة بالديون. وحضّت "المؤسسات المتعددة الطرف على بذل جهد جدي للتفكير في سيناريو إعادة هيكلة الديون".
في غضون ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية استقرار أسعار الغذاء في العالم بالقرب من أعلى مستوياتها على خلفية اضطراب حركة التجارة العالمية نتيجة الحرب الروسية ضد أوكرانيا ونقص الإمدادات وارتفاع معدل التضخم. وأشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا قلص صادرات كييف بشكل عام، وبخاصة القمح وزيوت الطعام التي تعتبر من أكبر الدول المصدرة لها. ودفع ذلك المشترين إلى البحث عن بدائل في أماكن أخرى من العالم، في حين فرضت بعض الدول قيودا على تصدير المواد الغذائية كما حدث مع إندونيسيا التي فرضت حظرا على تصدير زيت النخيل للمحافظة على الإمدادات في السوق المحلية.
وذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة الأغذية والزراعة (فاو) أن الأسعار تراجعت بنسبة بسيطة بالنسبة للسلع الأساسية مثل الزيوت النباتية والحبوب، في حين وصلت أسعار اللحوم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق كما ارتفعت أسعار منتجات الألبان. وكان مؤشر أسعار الغذاء العالمي قد ارتفع في آذار/مارس الماضي بنسبة 13% وهو أكبر ارتفاع له على الإطلاق، وذلك في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث اقترب من مستواه في عامي 2008 و2011 اللذين شهدا أزمة غذاء عالمية طاحنة. وجاء التراجع الطفيف للمؤشر خلال الشهر الماضي نتيجة جزئية لتراجع الطلب على الزيوت النباتية وتراجع سعر الذرة.
ف.ي/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)