الأمير الوليد بن طلال- أسرار الساعة الأخيرة في سجن الفندق
٣ فبراير ٢٠١٨لقاء تم الإعداد له بشكل سريع خلال ساعات، وفي وقت متأخر من الليل، بل في تمام الساعة الواحدة من صباح يوم (السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني/ ديسمبر 2017) أقلت سيارة حكومية مراسل وكالة أنباء رويترز وعبرت به البوابة الأمامية الضخمة لفندق ريتز كارلتون بالرياض، فيسجل الصحفي "هذه المرة الأولى التي أرى فيها البوابة مفتوحة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر".
السلطات السعودية كانت هي التي وجهت لرويترز الدعوة للقاء الأمير الوليد في فندق ريتز كارلتون بعد أن طالبت وكالة الأنباء الدولية مراراً بتوفير الفرصة للحديث معه هاتفيا على الأقل.
وبعد انتظار قصير وجولة في مرافق الفندق الخاوية، اصطحب القائمون على "خدمة" النزلاء المراسل إلى جناح أنيق بالطابق السادس يقيم فيه الأمير الوليد، طلب المسؤولون من الصحفي ألا يصور بالفيديو خارج الجناح و لا يلتقط بكاميرته صورا لأي منهم ولم توضع شروط للمقابلة ذاتها.
وفي التو أصبح الأمير الوليد هو سيد الموقف، فأذن للمراسل بدخول مكتبه وسمح له بحماسة التصوير بالفيديو. وخرج المسؤولون من الغرفة وتركوهما لوحدهما طيلة الحوار الذي استمر 25 دقيقة.
قال الأمير الوليد إنه لقي معاملة حسنة طوال فترة بقائه بفندق الريتز كارلتون.
أما معرفة إن كان الأمير الوليد يتمتع فعلا بحرية الحديث التامة إلى مراسل رويترز فعلا، فأمر محال، لأنه كان لا يزال محتجزا في إطار عملية خارج نطاق القضاء.
بدا نحيفا، لكنه كان واثقا مستبشرا، بل وكان يمزح وهو يقود المراسل في جولة بالجناح. ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وأصر على أن يلتقط صورة معه.
سجل المراسل الحوار على هاتف آيفون بقي مسندا إلى علبة مناديل ذهبية وزجاجة مياه على مكتبه. وبعد ساعات، أطلق سراح الأمير.
الأمير الذي يدير امبراطورية مالية تضم فنادق وشركات ومصارف ومؤسسات توّجتها ملكيته لأسهم كثيرة في تويتر، كشف الدافع وراء قبوله الحديث الى رويترز بالقول "أنا هنا في هذا الفندق طول الوقت وكل شيء على ما يرام. أتريض وأسبح وأمشي وأتبع نظامي الغذائي. كل شيء على ما يرام، كأنني في بيتي. أتصل بأسرتي يوميا وأنا هنا كأنني في مكتبي. أتصل بمكتبي كل يوم، مكتبي الخاص، مكتبي في (شركة) المملكة (القابضة)، وبمؤسساتي الخيرية. كل شيء يسير. كل هذه الشائعات تضايقني فعلا لأنها تمادت كثيرا."
ولدى سؤاله عن الاتهامات التي أدت لاحتجازه هنا، أجاب الأمير"حسنا أنا شخص معروف محليا وإقليميا ودوليا، أليس كذلك؟ أشارك في مشروعات كثيرة جدا. ليس لدي ما أخفيه على الإطلاق. أنا مرتاح جدا وعلى راحتي جدا. أحلق هنا وكأنني في البيت. يأتي حلاقي إلى هنا. أعيش كأنني في بيتي بصراحة. ليس هناك شيء على وجه الخصوص". ولم يتطرق الأمير الوليد الى جوهر السؤال الذي وجه إليه.
وعن نواياه بعد إطلاق سراحه، قال "ستسير الأمور على نفس المنوال. سأخرج وسأذهب إلى مكتبي وسأذهب إلى الصحراء في عطلة الأسبوع وسأظل نباتيا".
م.م/هـ.د (رويترز)