الأندية الإسبانية تُواصل الهيمنة على الكرة الأوروبية
٤ مايو ٢٠١٨قبل انطلاق صافرة المسابقات الأوروبية الكبيرة ( دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي)، أشارت العديد من التقارير الصحفية المتطابقة إلى أن بعض الأندية الأوروبية، على غرار مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، ستعتلي نهاية الموسم منصات التتويج في "القارة العجوز"، وتضع بذلك حدا لسيطرة الأندية الإسبانية، التي تتسيد أوروبا كرويا منذ عدة سنوات.
ومع عودة عجلة المسابقات الأوروبية إلى الدوران من جديد، بدا واضحا قوة بعض الأندية الإنجليزية والإيطالية والألمانية، خاصة بعدما ودع فريق أتلتيكو مدريد على غير العادة دوري المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا، فيما حل ريال مدريد ثانيا في مجموعته خلف فريق توتنهام الإنجليزي.
لكن استطاعت الأندية الإسبانية أن تثبت علو كعبها في المسابقات الأوروبية، وتصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا (ريال مدريد) والدوري الأوروبي (أتلتيكو مدريد)، وهو ما يؤكد زعامة الكرة الإسبانية على القارة الأوربية.
الأتلتيكو المتوهج
وحجز فريق أتلتيكو مدريد تأشيرة المرور إلى نهائي الدوري الأوروبي، على حساب فريق أرسنال الجريح، الذي كان يُمني النفس التتويج بهذه الكأس الأوروبية، من أجل ضمان مشاركته في النسخة المقبلة من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويصطدم الفريق المدريدي العنيد بفريق مارسيليا الفرنسي، إذ يرى العديد من متابعي الساحرة المستديرة أن حظوظ الأتلتيكو وافرة في التتويج باللقب الأوروبي، خاصة وأن المدرب دييغو سيموني استطاع في فترة وجيزة، تكوين فريق قوي قادر على مقارعة أعتى الفرق الأوروبية.
الريال...الزعيم الأوروبي
أما في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فقد ضمن ريال مدريد تواجده للمرة الثالثة على التوالي في النهائي، بعدما أقصى العملاق الألماني بايرن ميونيخ من دور النصف. ويُواجه "الميرنغي" في نهائي كييف فريق ليفربول الإنجليزي، الذي خلق المفاجئة في هذا الموسم، وأصبح قريبا من ملامسة اللقب القاري بعد طول غياب.
ولم تكن طريق ريال نحو النهائي مفروشة بالورود، إذ اضطر "الميرنغي" إلى إخراج أقصى ما في جعبته من أجل التغلب على العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان في دور الـ 16، ثم اصطدم "الأبيض الملكي" بيوفنتوس الإيطالي في دور الربع، وبعدها العملاق البافاري بايرن ميونيخ في دور النصف من الكأس "ذات الأذنين".
مفاتيح التفوق
وتستفيد الكرة الإسبانية من العديد من العوامل، التي تساعدها على مواصلة بسط سيطرتها على الكرة الأوروبية. فمن جهة، يعج الدوري الإسباني بالعديد من النجوم في عالم كرة القدم، وعلى رأسهم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، إذ يُساهمان في خلق الفارق في الكثير من المباريات. ومن جهة ثانية، استطاعت الأندية الإسبانية مراكمة خبرة كبيرة في المسابقات الأوروبية، وهو ما يُساعدها في التعامل بنوع من الذكاء مع كل مرحلة من مراحل الكؤوس الأوروبية على حدة.
كذلك، ساهم تراجع بعض الدوريات الأوربية في بزوغ نجم الكرة الإسبانية بقوة في الآونة الأخيرة، فالدوري الإيطالي تراجع كثيرا بالمقارنة مع السنوات الماضية، وأصبح فريق يوفنتوس غالبا وحيدا في مواجهة باقي الفرق الأوروبية الكبيرة. أما الأندية الإنجليزية فغالبا ما تبدأ المسابقات الأوروبية بقوة، بيد أنها تتراجع في المراحل الحاسمة بشكل يُثير الدهشة. في حين يظل بايرن ميونيخ الألماني بشكل شبه دائم أمل ألمانيا في التتويج بالألقاب الأوروبية.
علاوة على ذلك، فإن مشروع فريق باريس سان جيرمان الطموح، ينتظره الكثير من الوقت والجهد من أجل اعتلاء منصات التتويج ووضع حد للسيطرة الإسبانية، وهو ما يبدو نوعا مُستبعدا على الأقل في الوقت الحالي.