1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإعلامية رنا الصباغ : "ويكيليكس العربي" طموح بعيد المدى وهذه هي الأسباب

٢٢ ديسمبر ٢٠١٠

أملا في إتاحة وثائق "ويكيليكس" أمام أوسع نطاق عربي ممكن، أعلن موقع أردني إلكتروني عن اعتزامه تعريب الوثائق التي يتم تسريبها بالإنجليزية. فهل يمثل المشروع ولادة لأول "ويكيليكس" عربي كما يطمح أصحابه؟

https://p.dw.com/p/zoWO
ويكيليكس العربية تواجه تحديات أولها تشريعات تداول المعلومات
ويكيليكس العربية تواجه تحديات أولها تشريعات تداول المعلوماتصورة من: dpa

وسط "تراجع" ملحوظ للحريات، رصده خبراء في الساحة الإعلامية العربية، جاء إعلان موقع "عمان نت" عن اعتزامه ترجمة وثائق "ويكيليكيس" الصادرة عن السفارة الأمريكية في عمان والمتعلقة بالأردن والدول العربية إلى اللغة العربية، ليثير تساؤلات عن إمكانية أن تكون الخطوة بداية لأول ويكيليكس عربي.

موقع "عمان نت"، وهو النواة الأولى لـ "راديو البلد" قبل تقسيمهما إلى إذاعة وموقع إخباري، أعرب في بيانه عن أمله في أن يؤدي نشر هذه الوثائق باللغة العربية إلى خلق "ويكيليكس أردني" من خلال تشجيع أي شخص لديه وثائق مهمة لنشرها في وسائل الإعلام المحلية.

لكن رنا الصباغ، عضو مجلس إدارة "راديو البلد"، والرئيس التنفيذي لشبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية، سردت في حوارها مع "دويتشه فيله" عدة عوامل في العالم العربي يمكن أن تمثل عائقا أمام هذا الطموح.

"دويتشه فيله" : سبق لجريدة الأخبار اللبنانية أن أقدمت على محاولة شبيهة لترجمة وثائق "ويكيليكس" إلى العربية، فضلا عن مواقع أخرى.. فما الجديد الذي يعتزم الموقع الأردني تقديمه ؟

رنا الصباغ: "عمان نت" بالتشارك مع "حبر دوت كوم" قررا الاشتراك في ترجمة كل الوثائق التي تقوم "ويكيليكس" بتسريبها حول الأردن، وهي مجرد إضافة إلى المجتمع، انطلاقا من حق الناس في معرفة ماذا يحدث حولهم، لذلك فالموقعان يسعيان إلى نشرها باللغة العربية على أكبر نطاق ممكن بين الجماهير العربية.

ولكن ألا يخشى القائمون على الموقعين الأردنيين تكرار السيناريو الذي جرى مع جريدة الأخبار اللبنانية من حجب لبعض صفحاته وقرصنة على محتوياته ؟

أعتقد أنه قبل اتخاذ مثل هذا القرار، تمت دراسة المخاطر والمحاسن.

أعرب الموقع في بيانه عن أمله في الوصول إلى أول "ويكيليكس" أردني.. كيف ترين إمكانية تحقيق هذا الحلم لو تحدثنا على نطاق عربي أوسع ؟

كم أتمنى أن يكون هناك "ويكيليكس" في العالم العربي، أو أن يكون هناك شباب مستعدون للمبادرة في استخدام القوة التي وفرتها التكنولوجيا في سبيل نشر المعلومات السرية التي تنتجها أروقة صنع القرار. لكن للأسف هناك مجموعة عوامل لن تسهم في إنشاء موقع مشابه لويكيليكس. أولا، في غالبية الدول العربية، هناك قانون لحماية وثائق وأسرار الدولة، وهو يضع عقوبات شديدة على من يتعاملون مع الملفات المفهرسة بين "سري" و"مكتوم" و"مكتوم للغاية" و"مقيد". ثانيا، لا يوجد أشخاص كثيرين في الأجهزة العربية البيروقراطية على استعداد للمجازفة في نشر هذه الملفات بهدف إحراج سياسات الدولة، مثل ما حدث مع الجندي الأمريكي في العراق، الذي مكث 18 شهرا أمام جهاز الكومبيوتر وهو يقرأ كل التقارير والمخاطبات التي كانت تذهب من السفارة الأمريكية إلى وزارة الدفاع (البنتاجون) وبالعكس، حتى سئم مما قرأه فقرر نشر هذه الأوراق.

في تصورك.. ما أكثر القضايا العربية إلحاحا التي تحتاج تسريبات ويكيليكس ؟

جوليان أسانج.. ما أحوج الإعلام العربي إليه
جوليان أسانج.. ما أحوج الإعلام العربي إليهصورة من: Picture alliance/dpa

بالتأكيد السياسة الخارجية والفساد، لأنهما أكبر مصدر قلق للرأي العام. غالبية الحكومات العربية أثبتت أنها تتحدث عن أشياء في العلن، ثم تفعل النقيض داخل الغرف المغلقة، خاصة عند التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية. المشكلة أنهم يدخلون في تحالف استراتيجي مع الإدارة الأمريكية، وفي كثير من الأحيان تخالف أسس التحالف الرأي العام في دولهم، لذلك فهم مجبورون على استخدام اللغتين الخطابيتين للحفاظ على مواقعهم، ظنا منهم أن أحدا لن يعلم، لكن بعد سلسلة فضائح ويكيليكس لم يعد الأمر كذلك واختلفت الصورة كليا، وأصبح ويكيليكس مصدر خوف كبير لهؤلاء الحكام.

وماذا عن الفساد ؟

الفساد من أكثر القضايا التي تحتاج إلى مثل هذه التسريبات لكشف حجم هدر الأموال الذي عادة ما يتم بين المقربين من السلطة وأصحاب المال، لكن بالنهاية هذا الطموح بعيد المدى.

وأنت الرئيسة التنفيذية لشبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية.. كيف يمكن الاستفادة من هذه الوثائق في الصحافة الاستقصائية ؟


موقع مثل "ويكيليكس" يساعد الصحفيين في كل أنحاء العالم، خاصة هؤلاء الذين يفضلون الكتابة في الأمور الحساسة ولا يجدون لها المعلومات المتوافرة أو متاحة. ولكن في الوقت نفسه لا يعني ذلك بالضرورة أن كل ما يقوله ويكيليكس صحيحا. على الصحفي الاستقصائي أخذ الإشارة من ويكيليكس لكن عليه بعد ذلك أن يطابق ما تأتي به هذه التسريبات مع أرض الواقع. لا يكفي أن نستند إليها كمصدر وحيد، إنما ينبغي التأكد من التوثيق والرجوع إلى أكثر من مصدر بعد ذلك.

بمعنى آخر.. يمكن استخدام هذه الوثائق كـ "فرضية" يقيم عليها الصحفي الاستقصائي عناصر تحقيقه ؟


نعم بالتأكيد، يمكن أن نأخذها كجزء من الفرضية أو مؤشر قابل للاختبار والتحقق من صحته، لنقيم عليها تحقيق استقصائي كامل حول عناصرها.


وبالعكس.. كيف يمكن أن تقود الصحافة الاستقصائية نفسها إلى مزيد من هذه الوثائق السرية التي يمكن أن تغذي مواقع عربية على غرار ويكيليكس ؟


للأسف، في العالم العربي، لا يوجد قانون لحق الحصول على المعلومات وهو تشريع أساسي يضمن عمل الصحافة الاستقصائية. لذا فإننا في مؤسسة أريج مثلا نسعى في 8 دول عربية الآن إلى تدريب الصحفيين على توثيق كل معلومة يحصلون عليها، ولأن الحصول على وثائق رسمية أمر صعب جدا، يمكن الاستعاضة بعمل استبيانات، أو الدخول مثلا إلى أرشيف إحدى المحاكم وقراءة 1800 ملف للخروج منهم بـ 120 قضية فقط تمس موضوع البحث.

هل هناك أساسا صحفيون عرب مدربون على التحقيقات الاستقصائية في المجالات السياسية، للخروج بوثائق حساسة مثل تلك التي سربها جوليان أسانج؟


الصحافة الاستقصائية في العالم العربي في بداية طريقها. ونحن في أريج مثلا نعمل فقط في الميدان الثقافي والاجتماعي والصحي والتعليمي، وليس لدينا الآن أي طموح العمل في الميدان السياسي لعدة أسباب، لأن غالبية الصحفيين لا يتمتعون بالقدرات المهنية التي تؤهلهم للعمل في هذا المجال الصعب، ومن هنا تأتي أهمية التدريب، لأن الطفل لا يسير مرة واحدة إنما لابد وأن يحبو أولا ثم يمشي ويسقط ويركض. كما أن الدول العربية تفتقر إلى ثقافة الانفتاح، بل تقوم المجتمعات نفسها بالتستر على مكامن الخلل أكثر من السلطة. لذلك يواجه الصحفي العربي 3 تحديات ليصل إلى مرحلة ما قام به أسانج، أولها عدم وجود قوانين تشجع الحصول على المعلومات. وثانيا، التكتم والسرية التي تعشش في عقول المسؤولين. وثالثا، غالبية أفراد المجتمع يكونون ديكتاتوريين أكثر من الحكومات نفسها.

أجرت الحوار / أميرة محمد

مراجعة: هيثم عبد العظيم


تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد