الإمارات قبلة اللاجئين السوريين الميسورين
٩ يونيو ٢٠١٤بعيدا عن النزاع الدامي المستمر في بلدهم، أعاد سوريون ميسورو الحال بناء أجزاء من وطنهم وأسلوب حياتهم في الإمارات، فهنا مطعم يستعيد أجواء سوق الحميدية، وهناك متجر حلويات تقليدية، والعشرات من المشاريع الاستثمارية أو فروع لمطاعم موجودة في سوريا. ففي مطعم "سوق الحميدية"، رجال ونساء يدخنون الشيشة ويلعبون الطاولة أو يسكبون الشاي من الأباريق النحاسية. هذه أجواء دمشق القديمة، لكن موقعها هو منطقة مرسى دبي الراقية على ساحل دبي.
وقال وليد أيوب، وهو أحد زبائن المطعم، إن "هذا المطعم يجذبنا لأنه يشعرنا بأننا في دمشق". وأضاف "أن المكان يقربنا من سوريا" التي تشهد نزاعا أهليا داميا كان بدأ عام 2011 باحتجاجات سلمية. ومطعم سوق الحميدية يستعيد بهندسته الداخلية السوق المسقوف والكراسي الخشبية والطاولات المزخرفة بالصدف، وهو واحد من عدة مطاعم سورية مشابهة انتشرت في الإمارات في السنوات الثلاث الأخيرة. وقال مالك المطعم حازم خياط الذي وصل إلى دبي قبل سنة، إن الزبائن يؤكدون له أنهم يأتون إليه "لكي يتنشقوا رائحة دمشق".
دبي الوجهة المفضلة للاجئين الميسورين
وافتتحت مطاعم معروفة في سوريا فروعا لها في الإمارات، خصوصا خلال السنة الأخيرة، وهي تستقطب "اللاجئين" السوريين الميسورين الذين تعد الإمارات ودبي خصوصا، وجهتهم المفضلة. وبات من الشائع في الإمارات رؤية سيارات فخمة تحمل لوحات تسجيل سورية في الشوارع. وفي الواقع، من الصعب جدا بالنسبة للسوريين الفقراء أن يقيموا في الإمارات بسبب ارتفاع كلفة المعيشة وصعوبة الحصول على إقامة.
وقد تصل كلفة الإقامة لسنتين في الإمارات إلى ثلاثين ألف درهم إماراتي (8168 دولار)، وهي مشروطة بالحصول على كفيل، وذلك بحسب سكان سوريين. وعلى عكس مئات الآلاف السوريين الذين لجأوا إلى الدول المجاورة لسوريا مثل لبنان والأردن وتركيا، حيث يقيمون خصوصا في مخيمات للاجئين، يبدو السوريون في الإمارات وكأنهم يتمتعون بمستوى حياة جيد، حيث يتسوقون في المراكز التجارية ويمضون وقتا في المقاهي والمطاعم. وقد قام بعض السوريين بفتح مشاريع تجارية خاصة بهم.
ع.ش/ م.س (د ب أ)