البابا إلى كوبا لدعم "المؤمنين" حيال النظام الشيوعي
٢٦ مارس ٢٠١٢يصل البابا بنديكت السادس عشر إلى كوبا اليوم الاثنين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام أذكت تطلعات لمزيد من التغيير الاقتصادي والسياسي في البلاد وتأمل الكنيسة الكاثوليكية أن تساعد على إحياء التوجهات الدينية. ويقوم البابا بنديكت بهذه الزيارة بعد 14 عاما من الزيارة التاريخية للبابا السابق يوحنا بولس الثاني. وسيقود البابا قداسا في مدينة سانتياغو دي كوبا بشرق البلاد اليوم وآخر في العاصمة هافانا. وتأتي زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى كوبا في وقت تحسنت فيه العلاقة بين الكنيسة والدولة بعد عداء استمر عشرات السنين منذ قيام الثورة في الجزيرة عام 1959.
وقال البابا في الطائرة التي كانت تقله الجمعة إلى المكسيك إن الماركسية "كمفهوم لم تعد تتماشى مع الواقع" وإنه "من الأفضل إيجاد مفاهيم جديدة". وشدد أيضا على إرادة الكاثوليك في "المساعدة على فتح حوار بناء تفاديا للمشاكل". وأضاف "من الواضح أن الكنيسة دائما في جانب حرية الضمير وحرية العقيدة"، مؤكدا أن "المؤمنين الكاثوليك في كوبا يمكنهم المساهمة في تحقيق ذلك".
من جانبها قللت الحكومة الكوبية من جهتها من شأن هذه التصريحات وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الجمعة "تطرأ على المشروع الاجتماعي تغيرات وتحسينات مستمرة وهو مبني بطريقة مبتكرة وديمقراطية وسنصغي باحترام إلى رأي البابا".
واستغل الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الكنيسة كوسيط في قضايا مثل السجناء السياسيين والمعارضين سعيا منه لكسب التأييد لإصلاح اقتصاد كوبا الشيوعي. وسيلتقي كاسترو بالبابا بنديكت في مطار سانتياغو دي كوبا وهي ثاني أكبر المدن الكوبية ثم يجري محادثات رسمية معه غدا الثلاثاء في العاصمة هافانا. ولم يتضح بعد ما إذا كان البابا بنديكت (84 عاما) سيلتقي بالزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو الشقيق الأكبر لراؤول. ولكن الفاتيكان أعلن أن البابا سيكون "مستعدا" للقاء محتمل مع أب الثورة الكوبية".
اعتقال عشرات المنشقين
في غضون ذلك قالت جماعات معارضة في كوبا أنه تم إلقاء القبض على عشرات المنشقين، وذلك قبل ساعات من وصول بابا الفاتيكان. وقال خوسي مانويل فيرير من "الاتحاد الوطني الكوبي"، وهي جماعة معارضة محظورة ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن السلطات نفذت الاعتقالات لمنع المنشقين من القيام بأي تحرك خلال زيارة البابا الأولى لكوبا. وجرت أغلب الاعتقالات في مدينة سانتياغو دي كوبا جنوب شرقي الدولة الشيوعية، حيث من المنتظر أن يترأس البابا قداسا مساء الثلاثاء. وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت بداية الأسبوع الجاري إن "القمع أمر روتيني" في الجزيرة الشيوعية وأن الأوضاع تسوء هناك.
وكان بنديكت السادس عشر قد وصل إلى المكسيك حيث بعث منها رسالة "رحمة" أثناء مخاطبته مئات الآلاف الحاضرين في القداس الذي أقيم الأحد في الهواء الطلق بالقرب من مدينة سيلاو وسط البلاد. وفي القداس، الذي يعتبر الحدث الرئيسي في زيارته للمنطقة، سلط البابا الضوء على "رحمة الرب الواسعة التي لا تنتهي"، مؤكدا أن الرب "لا يريد الموت للآثمين، بل يريد لهم الهداية والحياة". وقبل أن يترأس القداس كان البابا قد حلق بمروحية عسكرية فوق تمثال ضخم للمسيح مبسوط الذراعين أقيم على قمة جبل "سيرو ديل كوبيليت".
(ع.ج.م/ أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي