البابا يتعهد بعدم لفت الأنظار عقب استقالته من منصبه
١٤ فبراير ٢٠١٣
دعا البابا المستقيل بنديكت السادس عشر الخميس (14 فبراير/ شباط 2013) إلى "تجديد حقيقي" للكنيسة الكاثوليكية، معتبرا أن التوجهات الكبرى للمجمع الثاني للفاتيكان "لم تنجز" بالكامل. وتحدث البابا لمدة 35 دقيقة عن تجربته بدون أوراق أمام أكثر من ألف كاهن ورجل دين في أسقفية روما. وقال "علينا أن نعمل لتتجدد الكنيسة فعلا". ورأى أن وسائل الإعلام المجتمعة في روما عقدت "مجمعها الخاص" وأعطت رؤية دنيوية وسياسية لهذه اللحظة الروحية.
وتعهد البابا بعدم لفت الأنظار إليه بعد تنحيه عن المنصب نهاية الشهر الجاري. وقال الحبر الأعظم خلال لقاء مع قساوسة من أبرشية روما: "رغم تقاعدي الآن، سأظل دائما قريبا منكم جميعا في صلواتي، وستكونون قريبين مني حتى إذا بقيت مختفيا عن العالم".
والآن باتت الأنظار مسلطة على خليفة البابا المرتقب، الذي سيتحدد خلال الأسابيع القادمة. وطالب هانز كونغ، عالم الدين المسيحي في ألمانيا، بألا يزيد سن المرشحين لمنصب البابا عن 75 عاما. وقال كونغ المعروف بانتقاداته المستمرة للبابا: "لقد أدركنا أن البابا بشرا وسيظل بشرا، كما أن منصبه ليس مقدسا ولذلك فهو محدد زمنيا".
ورأى كونغ في تصريح لصحيفة "باساور نويه بريسه" الصادرة اليوم الخميس في ألمانيا ضرورة أن يحدد الحد الأقصى لسن الأساقفة، الذي اعتمده المجمع الفاتيكاني الثاني، على بابا الفاتيكان نفسه بصفته أسقف روما. وأكد كونغ أن البابا الألماني بنديكت السادس عشر وضع تصورا جديدا لمنصب البابا من خلال إعلانه عزمه الاستقالة نهاية الشهر الجاري.
وفي ألمانيا أيضا، أظهر استطلاع للرأي أن 88 بالمائة من مواطني ألمانيا يتفهمون إعلان البابا بنديكت السادس عشر، الألماني المولد والجنسية، عزمه الاستقالة من منصبه نهاية شباط/ فبراير الجاري. وبحسب الاستطلاع، الذي أجراه معهد يو غوف المتخصص ونقلت نتائجه وكالة الأنباء الألمانية، فإن 6 بالمائة فقط من الذين شملهم الاستطلاع غير راضين عن قرار البابا التخلي عن منصبه.
كما تبين من خلال الاستطلاع أن الألمان منقسمون بشأن السؤال عما إذا كانوا قد ازدادوا فخرا بسبب تولي ألماني منصب الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية خلال السنوات الثماني الماضية، حيث قال 42 بالمائة من المشاركين إن هذا كان موضع اعتزاز لهم في حين أجاب 41 بالمائة على السؤال بـ"لا". وقال الباقون (17بالمائة) إنهم لا يعرفون على وجه الدقة. وكان من الملفت للانتباه أن 51 بالمائة من ألمان شرق ألمانيا، الذين شملهم الاستطلاع، أبدوا اعتزازا بكون البابا الحالي ألمانيا مقابل 40 بالمائة بين الألمان في غرب ألمانيا.
وكان البابا /86 عاما/ فاجأ العالم كله الاثنين الماضي بإعلانه عزمه التخلي عن منصبه نهاية شهر شباط/فبراير الجاري وعزا ذلك إلى أسباب متعلقة بتقدم سنه وبصحته.
ف.ي/ ش.ع (أ.ف.ب، د.ب.أ)