البابا يحذّر من خطر "فتيل" معاداة السامية في أوروبا
١٢ سبتمبر ٢٠٢١حذّر البابا فرنسيس الأحد (12 سبتمبر أيلول 2021) من "تهديد معاداة السامية" في أوروبا وخارجها في كلمة ألقاها أمام زعماء دينيين مسيحيين ويهود خلال زيارته إلى المجر حيث التقى رئيس وزرائها فكتور اوربان المناهض للهجرة. وقال البابا "أعتقد أن خطر معاداة السامية لا يزال كامنا في أوروبا وأماكن أخرى. هذا فتيل يجب عدم السماح له بالاشتعال، وأفضل طريقة لنزعه هو العمل سوياً بشكل إيجابي وتعزيز الأخوة".
وأشاد الحبر الأعظم، وهو مدافع شديد عن الحوار بين الأديان، بجهودهم في بلادهم من أجل "هدم جدار الفصل في الماضي"، وأضاف "يهوداً ومسيحيين، يتعين عليكم رؤية الآخر لا كأجنبي بل كصديق؛ ليس خصماً بل أخاً".
يذكر أنه في عام 2019، أعرب البابا فرنسيس عن استيائه من تصاعد الاعتداءات المعادية للسامية في مختلف البلدان. وفي بلده المضيف المجر الذي يضم أكبر جالية يهودية في أوروبا الوسطى، أطلقت الحكومة رسمياً سياسة "عدم التسامح مطلقاً" تجاه معاداة السامية، وهي تروج للاستثمارات في ترميم وصيانة العديد من المعابد والمقابر اليهودية.
وعلى العموم، ارتفعت الحوادث المرتبطة بمعاداة السامية في أوروبا، خاصة مع تطورات الوضع نتيجة لجائحة كورونا. فالمظاهرات المناوئة للإجراءات الصحية المتبعة ضد الوباء بدأت تتخللها أشكال تعبير مناهضة لليهود وسط تحذيرات جمعيات وخبراء بأن الكراهية لليهود تنتشر مع انتشار كوفيد-19 وتجلياتها تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي من غير أن تثير استنكاراً.
ويستخدم بعض المتظاهرين شعارات ذات قيمة رمزية كبرى تعود إلى فترة الرايخ الثالث، مثل نجوم صفراء على الصدر تنديداً بشهادة صحية ينعتونها بــ"النازية"، أو صلبان معقوفة مصنوعة من حقن، بما ينتقص من وحشية النازيين.
في فرنسا على سبيل المثال، رفعت لافتات معادية للسامية تحمل عبارة "من؟"، تستخدم للإشارة إلى مسؤولية اليهود في الأزمة الصحية.
أما في النمسا فقد أعلنت الجالية اليهودية في فيينا قبل أيام، أن النصف الأول من هذا العام شهد 562 حادثا مرتبطا بمعاداة السامية، مقارنة بـ257 في الفترة نفسها من العام الماضي. وقال تقرير الجالية إنه "منذ بداية التسجيل المنهجي لحوادث معاداة السامية في النمسا قبل 20 عاما، لم يواجه المجتمع اليهودي مطلقا تسجيل مثل هذا العدد الكبير من الحوادث"، مشيرة إلى أن الاعتداءات اللفظية أو الجسدية ارتبطت إلى حد كبير بالوباء والصراع في الشرق الأوسط، كما تضمنت معظم الهجمات "سلوكا مؤذيا" مثل الإهانات.
إلى ذلك، وفي تصريحات إعلامية نقلت عنها في الـ 29 من أيار/ مايو الماضي، ذكرت الرئيسة السابقة للمجلس المركزي ليهود ألمانيا شارلوته كنوبلوخ، بأن اليهود الشباب باتوا في طليعة من يفكر في مغادرة ألمانيا بسبب العدد الكبير من الحوادث المعادية للسامية التي وقعت في البلاد مؤخرا.
و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)