البرلمان الألماني يقنن جزئياً القنب...ماذا يعني ذلك بالضبط؟
٢٣ فبراير ٢٠٢٤صوت البرلمان الألماني اليوم الجمعة (23 شباط/فبراير 2024) لصالح تقنين خاضع للرقابة للقنب، على الرغم من اعتراضات شديدة من قبل المعارضة.
وينص القانون الذي وافقت عليه أغلبية النواب على السماح المشروط بحيازة وزراعة المخدر بالنسبة للأشخاص البالغين، بحلول مطلع نيسان/أبريل المقبل. وصوتت أغلبية تضم 407 عضو من البرلمان لصالح القانون، مقابل 226 عضوًا صوتوا ضده فيما امتنع أربعة أعضاء عن التصويت. ومن المتوقع أن يتم إقرار القانون من قبل مجلس الولايات في 22 آذار/مارس المقبل.
وبموجب القانون الجديد، سيكون من الممكن الحصول على ما يصل إلى 25 غرامًا من المخدر يوميًا للاستخدام الشخصي من خلال جمعيات زراعة القنب المنظمة، بالإضافة إلى ما يصل إلى ثلاث نباتات في المنزل، اعتبارًا من مطلع نيسان/أبريل. في حين سيتم السماح بإنشاء أندية لزراعة القنب لأغراض غير تجارية اعتباراً من مطلع تموز/ يوليو. ومع ذلك، فإن حيازة واستخدام المخدر سيظل محظورًا على أي شخص يقل عمره عن 18 عامًا.
ويمهد التصويت الطريق أمام خطط الحكومة الائتلافية في برلين لتوفير القنب بشكل قانوني محدود مع ربط ذلك بالعديد من القواعد واللوائح والقيود. وفي اتفاق الحكومة الائتلافية، تعهدت الأحزاب الثلاثة بالذهاب إلى أبعد من ذلك والسماح ببيع القنب في المتاجر، إلا أن تلك الخطط قوبلت بالرفض من قبل الاتحاد الأوروبي.
ويقدر مالحشيش في ألمانيا بحوالي 4.5 مليون إنسان.
وزارة الصحة: لدينا هدفان من التقنين!
وقال وزير الصحة كارل لاوترباخ في بداية نقاش صاخب اتهمته فيه المعارضة بالترويج لتعاطي المخدرات: "لدينا هدفان: القضاء على السوق السوداء وتحسين حماية الأطفال والشباب". وقبيل التصويت، دعا لاوترباخ أعضاء البرلمان إلى دعم القانون المثير للجدل، معتبراً أن "الوضع الذي نحن فيه الآن غير مقبول بأي حال من الأحوال". وقال لاوترباخ، عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس، إن ألمانيا شهدت ارتفاعًا حادًا في عدد الشباب الذين يستخدمون الحشيش الذي يتم الحصول عليه من السوق السوداء، مع عدم وجود ضمانات بشأن تركيبته.
لكن سيمونه بورشاردت من الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض قالت إن القانون الجديد لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الصحية على الشباب، واتهمت الأحزاب الثلاثة في حكومة شولتس الائتلافية بـ"وضع السياسات لصالح أيديولوجيتهم وليس لصالح البلاد". وكان مشروع القانون قوبل بانتقادات كبيرة من جهات مختلفة من بينها جمعيات طبية ومسؤولون من الجهاز القضائي وساسة محليون.
وكشفت نتائج استطلاع للرأي نُشَرَتْ في ألمانيا اليوم الجمعة وجود انقسام بين المواطنين حيال التقنين المزمع لتعاطي القنب. وجاء ذلك في الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوغوف" لأبحاث الرأي، حيث أعرب 42 بالمئة عن تأييدهم الجزئي أو الكامل لتقنين القنب، مقابل 47 بالمئة أعربوا عن رفضهم الجزئي أو الكامل لهذه الخطوة بينما لم يبد 11% رأيًا في هذا الموضوع.
ويقدر أن حوالي 4.5 مليون ألماني يتعاطون القنب. وأصبحت ألمانيا الدولة التاسعة التي تقنن الاستخدام الترفيهي لهذا المخدر، وهو أمر قانوني أيضًا في بعض الولايات في الولايات المتحدة وأستراليا. وتسمح العديد من الدول باستخدامه الطبي كمسكن للألم.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)