"البرنامج" .. منبر للنقد أم "مصنع للمؤامرات"؟
١٥ فبراير ٢٠١٤انفردت قناة DWعربية بعرض حلقة برنامج "البرنامج" للإعلامي المصري الساخر باسم يوسف، كأول قناة تلفزيونية خارج مصر تقوم ببث الحلقة. وكعادتها، أثارت الحلقة الجديدة، وهي الثانية في الموسم الثالث، جدلاً داخل مصر وخارجها، وامتد النقاش إلى صفحة DWعربية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
حلقة "البرنامج" أثارت موضوع ترشح وزير الدفاع المصري، المشير عبد الفتاح السيسي، للانتخابات الرئاسية المقبلة، وكيفية تعامل وسائل الإعلام المصرية مع قرار ترشحه وموقفها من بقية المرشحين – الذي أعلن بعضهم انسحابه من السباق الرئاسي وأيد جزء منهم حتى ترشح السيسي.
وحسب جزء كبير من الآراء التي تضمنتها صفحة DWعربية على "فيسبوك"، فقد عبر مستخدمون عن ارتياحهم لاستمرار عرض "البرنامج" وأنه بات متنفساً لحرية الرأي ولسان حال المواطن المصري البسيط والمثقف على حد سواء، لاسيما في ظل منهج إعلامي داخل مصر شبه موحد في دعم السلطة الحاكمة حالياً.
بين المدح والذم
فقد كتب المشارك Gepril Thuwaiba، المقيم في الإسكندرية، يقول: "أهمية البرنامج وعودته ليست لباسم فقط، بل لكثير من المصريين اللذين يتكلم باسم بالنيابة عنهم في وقت أصبح ليس لنا صوت فيه، ولو موجود فهو ضعيف للأسف". أما المشارك "ضمير يقظ"، فقد نوّه إلى أنه لا يرى "أن الرجل (باسم يوسف) يخطأ. برنامجه واضح ومعقول ... برنامج يوضح التصريحات الكاذبة التي تصدر عن أناس عشوائيين بتصريحاتهم. تحية للدكتور باسم يوسف".
لكن من جهة أخرى، فقد وجه بعض معجبي صفحة DWعربية على "فيسبوك" انتقادات لبرنامج "البرنامج"، إما لعدم جرأة الحلقات التي تم بثها بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أو لأنها تأتي في وقت تشهد فيه مصر حالة من عدم الاستقرار السياسي أو الأمني، حسب قولهم.
فقد كتب المشارك "Maly Doktor" يقول: "لم يعد لديه أي جديد والبرنامج يفقد الكثير من المشاهدين نظراً لعدم تجديد أفكار البرنامج، مما سيقلل من (شعبيته)، إن لم تكن تدهورت فعلاً". وإليه يضيف المشارك الآخر "Yahia Zakria" من مصر: "مجرد محاوله للتقليل من شعبية السيسي، ولكن سيفشل لأن السيسي رجل جدي ولم يخطئ".
حيادي أم لا؟
وأخيراً، ينتقد المشارك "Mohamed Hosny" من حلوان أنه "للأسف باسم يلجأ إلى طرق وإيحاءات جنسية لا تليق بأخلاق الشعب المصري، بالإضافة إلى عرض أحاديث ممنتجة لا تظهر الحقيقة. باسم أخذ فرصته كاملة أيام مرسي – أقصد أيام الحرية الحقيقية، والفضل فعلاً لمرسي. أما الآن الوضع مختلف. أتحدى أن ينتقد النظام الحالي بنفس الطريقة التي نحن في مصر نسميها مع الأسف سفالة التعبير ... دعونا نرى من يصبر عليه من النظام القمعي أو من أنصار السيسي، كما سبق".
وحول حيادية باسم يوسف في برنامجه، الذي يؤكد الإعلامي المصري أن غرضه هزلي بحت و"لا يمتّ إلى الواقع بصلة"، دار كم كبير من النقاش بين مستخدمي الصفحة على "فيسبوك"، إلا أن المستخدم "George Victor" لخص مفهومه للحيادية في "البرنامج" هكذا: "الحيادية هي أن تكون على مسافة متساوية من كل الأطراف وهذا يمكنك من رؤية الحقيقة وسيجعل كلامك مزعجاً للأشخاص غير الحياديين ممن لا يرون إلا أنفسهم و يؤيدون من يتبعونهم من أشخاص أو جماعات دون أن يفكروا في الآخر، بل يخوّنوه و يكفّروه. وكل ذلك هو ما دون الحق ... باسم حيادي والدليل أنه كان سبب فضح الإخوان (المسلمين) وسبب فضح الإعلام والرويبضة وأصحاب النوايا السوداء من الذين يصنعون من المشير السيسي فرعون، مع أنه شخص عادي وأفعاله وأقواله تحتمل الخطأ أو الصواب".
يعرض برنامج "البرنامج" كل يوم سبت على قناة DW عربية وعبر موقعها على الإنترنت في تمام الخامسة مساءاً بتوقيت برلين، السادسة مساءاً بتوقيت القاهرة.