تحدي الحديقة الوطنية
١٨ أكتوبر ٢٠١٢لا يتمثل التحدي في إدارة الحديقة الوطنية بيالوفيتشا في القيام بإدارة الحديقة في حد ذاته، لكن مدير الحديقة الكسندر بولبوت يعمل على إقناع الناس في المدينة الصغيرة المجاورة بأن الغابة البكر يمكن أن تساهم في بناء مستقبل أفضل لمدينتهم. وكما يقول بولبوت، فإن "الكثير من الناس ما زالوا يعتقدون بأن إزالة الغابات هو السبيل الوحيد لتطوير المنطقة".
قبل حوالي مائة عام تقريبا، تمت إقامة منطقة محمية في غابات بيالوفيتشا على مساحة بلغت آنذاك 4700 هكتارا، وهي آخر الغابات البكر في أوروبا. ومنذ ذلك الحين تضاعفت مساحة المنطقة المحمية إلى أكثر من الضعف، نتيجة لمنع قطع الأشجار في الغابة. لكن نتيجة لذلك أيضا فقد سكان المنطقة الكثير من فرص العمل، إذ لم تكن هناك مصانع أو شركات، فاضطر الشباب إلى مغادرة المنطقة بحثا عن عمل.
لكن بولبوت توصل إلى فكرة يسعى عبرها إلى إيجاد فرص عمل جديدة، وتتمثل في إقامة مناطق مغلقة للعرض، تحاكي الغابة بشكل متطابق تقريبا، وذلك بهدف جذب المزيد من السياح إلى بيالوفيتشا. ويمكن للزوار تحقيق حلمهم برؤية الغابة والحيوانات في البرية دون تعريض البيئة للخطر.
ولتحقيق هذه الفكرة، يحتاج بولبوت إلى تمويل من الاتحاد الأوروبي، لأن الأموال المتاحة في الوقت الراهن، تكفي فقط لإدارة الحديقة بوضعها الحالي: "نحن نحصل من الدولة البولنديةعلى تمويل سنوي يغطي جزءا من المصروفات. ويتم تغطية بقية المصروفات من دخل الحديقة الذي نحققه من خلال تنظيم الجولات للزوار ومن ريع تأجير غرف لإقامتهم. فاليوم يزور حديقة بيالوفيتشا حوالي 14 ألف سائح سنويا، وليس بالإمكان دائما تلبية رغبة جميع الزوار بالتوغل إلى عمق الغابة.
ويوضح بولبوت السبب وراء ذلك قائلاً: "لأن الغابات قيمة للغاية، لا يمكن القيام بجولات داخلها إلا لعدد محدود من الزوار، كي لا تتأثر الطبيعة داخلها". ففي تلك الغابات التي تم إدراجها في لائحة اليونسكو للتراث العالمي، الطبيعة وحدها هي التي تحدد أي الأنواع هي التي ستنمو وأيها ستموت، بدون تدخل من الإنسان. هذه الترتيبات توفر المال، بحسب بولبوت الذي يضيف: "60 في المئة من الحديقة متروكة للتطور الطبيعي، وفي المساحة المتبقية لا نريد تغيير أي شيء في غضون العقدين المقبلين. ومن هنا فإن الحفاظ على الحديقة الوطنية ليس أمرا مكلفا إلى هذا الحد". وبالرغم من أن الغابات نفسها تكلف قليلا، فإنها تظل ذات قيمة عالية، فهي تجسد التنوع البيولوجي كعامل أساسي لمستقبل مزدهر لمنطقة بيالوفيتشا.