البشير يدافع عن رفع الأسعار والمعارضة تدعو للتصعيد
١ أكتوبر ٢٠١٣أعلن الرئيس السوداني عمر البشير (الثلاثاء 01 أكتوبر تشرين الأول 2013)، إن قرار رفع الدعم عن الوقود الذي دفع الآلاف من السودانيين إلى التظاهر احتجاجا اتخذ "لتفادي انهيار الاقتصاد" وذلك بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية الرسمية(سونا).
ودافع البشير في أول تصريح له منذ اندلاع التظاهرات قبل تسعة أيام، عن التدابير التي اتخذتها حكومته وأوضح أن "الإجراءات الاقتصادية الأخيرة جاءت لتفادي انهيار الاقتصاد بعد زيادة التضخم واختلال سعر الصرف حيث تأثر الاقتصاد سلبا عقب انفصال الجنوب وخروج البترول من الموازنة". وإذ أكد أن "التظاهر السلمي حق مكفول للتعبير عن الرأي بأسلوب حضاري"، أشاد البشير خلال حضوره حفل تخريج عسكريين في الأكاديمية العسكرية العليا بـ"دور الشعب في تفويت الفرصة على المخربين وإفشال مؤامراتهم ضد البلاد".
ومن جهته كشف إبراهيم غندور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان عن توقيع الرئيس عمر البشير أمس الاثنين على المنشور الجديد لهيكلة الأجور للعاملين بالدولة. وقال غندور للمركز السوداني للخدمات الصحفية أن المنشور يتضمن الزيادات الجديدة لكل قطاعات العاملين، مضيفا أن التطبيق سيكون بأثر رجعى ابتداء من كانون ثان/يناير الماضي، على أن يتم الصرف ابتداء من راتب تشرين أول/أكتوبر الجاري. وأوضح أن جدولة المتأخرات ستتم باتفاق بين وزارة المالية واتحاد نقابات عمال السودان.
تواصل الاحتجاجات والتصعيد وباريس تدين القمع
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس جامعة الأحفاد للبنات في الخرطوم أن طالبات هذه الجامعة تظاهرن الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي في اليوم التاسع للتظاهرات المناهضة للحكومة السودانية وجوبهت بعنف من قبل قوات الأمن السودانية.
وفي غضون ذلك، جاهر كل من زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابى والصادق المهدي زعيم حزب الأمة بدعوة مناصريهما للانضمام إلى الاحتجاجات السلمية التي انتظمت في أجزاء واسعة من السودان منذ نحو أسبوع، وذلك في أول تأييد صريح من الرجلين منذ اندلاع التظاهرات. وقال الترابى في بيان عممه أمس ونشرته صحيفة "سودان تريبيون" اليوم إن التحالف المعارض اتخذ قرارا بالمضي على درب إسقاط النظام عبر ثورة شعبية بعد فشل كل دعاوى الإصلاح والتصحيح. فيما دعا المهدي أعضاء حزب الأمة القومي والشعب السوداني بكافة شرائحه إلى تصعيد الاحتجاجات وإبداء المطالب بالوسائل السلمية وتنظيم المواكب والتظاهرات والاعتصامات.
وقتل عشرات الأشخاص في الخرطوم خلال تظاهرات احتجاج على رفع الدعم عن الوقود ما جعل سعره يزيد بنسبة 60%. وأشارت السلطات إلى مقتل 34 شخصا في حين قدرت العديد من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عدد القتلى بأكثر من 50 يومي 22 و23 أيلول/سبتمبر الماضي بينما تحدث دبلوماسي غربي عن حصيلة قد تصل إلى 200 قتيل.
ودانت فرنسا الثلاثاء قمع السلطات السودانية للتظاهرات المناهضة للحكومة و"الاعتقالات التعسفية والرقابة على وسائل الإعلام". وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في لقاء مع الصحافيين إن "فرنسا تدين الطريقة غير المتناسبة التي تصدت بها الخرطوم للتظاهرات الشعبية الجارية وخصوصا في الخرطوم، وأيضا الاعتقالات التعسفية والرقابة على وسائل الإعلام" مشيرا إلى "مئات الاعتقالات".
م. س/ع.ج.م ( أ ف ب، د ب أ )