البهاق .. مرض "تجميلي" لكن أبعاده نفسية
٢٥ مايو ٢٠١٦في فصل الصيف تكثر حالات خصوصاً لدى الأطفال تظهر فيها بقع بيضاء على الجلد الذي ازداد سمرة بسبب أشعة الشمس. هذه الحالة، المسماة البهاق، تتجسد في ظهور بقع بيضاء باهتة اللون في أنحاء متفرقة من الجسد.
ظروف نشأة هذا المرض تختلف من شخص إلى آخر، بحسب ما يقول هيربرت كيرشيش من اتحاد أطباء الجلد الألمان في برلين: "في بعض الحالات يمكن أن تظهر بقع جديدة تزداد مساحتها مع مرور الوقت، وفي حالات أخرى يمكن أن يعود لون الجلد إلى طبيعته مرة أخرى".
وتظهر بقع البهاق بشكل أكبر حول العينين وزاويتي الفم، بالإضافة إلى الإبطين وظهر اليد. أما بالنسبة للمجموعة العمرية التي يكثر فيها ظهور البهاق فتتراوح بين الخامسة والثانية عشر، بالإضافة إلى ما بين العشرين والأربعين من العمر.
هذا وما تزال أسباب ظهور البهاق غير معروفة بشكل تام للعلماء. وفي هذا الصدد يشرح البروفسور ميشائيل شتيشرلينغ من المستشفى الجامعة بمدينة إرلانغن الألمانية: "من ناحية هناك نظرية تقول إن السبب هو اضطراب في عملية الأيض والخلايا الصبغية. لكن من ناحية أخرى يمكن أن يتعلق الأمر بمرض مناعي يتعامل فيه الجسم مع خلاياه الصبغية كأجسام غريبة ويحاربها".
لكن رغم ذلك، يصنف مرض البهاق كمرض تجميلي، ذلك أنه "غير معد ولا يسبب أي آلام جسدية. كما أن المرض لا يؤثر على متوسط أعمار المصابين به"، حسب البروفسور شتيشرلينغ.
علاج البهاق عادة ما يكون عبر إشعاعات تسمى أشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (ضوء ب)، وذلك في ثلاث جلسات أسبوعياً لفترة تتراوح بين ثمانية أسابيع و12 أسبوعاً. وفيما تدوم أول جلسة بهذه الأشعة لعدة ثوان، فإنها قد تزداد مع مرور الوقت إلى نحو 15 دقيقة. ويؤكد الأخصائي الألماني شتيشرلينغ أن "ما بين 30 إلى 50 في المائة من المرضى يشهدون عودة الصبغة الجلدية إلى البقع البيضاء، ولكنها لا تصل إلى حد العودة إلى لونها الأصلي".
كما يمكن علاج البهاق أيضاً عبر مجموعة من الكريمات المحتوية على مادة "بسورالين" النباتية، التي تزيد من حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية، ليعقبها العلاج بـ"الضوء ب".
ي.أ/ ع.ج.م (د ب أ)