التحرش لا يغيب في مصر حتى في وقفة ضد التحرش
١٥ يونيو ٢٠١٤تحولت الوقفة الاحتجاجية المناهضة للتحرش أمام دار الأوبرا، لبؤرة لإثبات حالات تحرش أخرى بالمشاركات بالوقفة. فقد شهدت الوقفة واقعتي تحرش لفظي أحدهما من قبل سائق تاكسي لإحدى المشاركات في الوقفة، أثناء مروره على كوبري قصر النيل، مما أثار حفيظتها وقامت بإمساكه بمعاونة أفراد مبادرة "شفت تحرش" وتسليمه للضباط المسئولين عن تأمين الوقفة. الواقعة الأخرى تم تحرير محضر بها، بالإضافة إلى تحرشات لفظية من قبل مواطنين بوسائل النقل العام.
كما أعلنت مبادرة "شفت تحرش" بعد انتهاء الوقفة –عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"- عن إلقاء قوات الأمن القبض على هيرماس فوزي، عضو الإتحاد النسائي المصري ونادر أسامة، عضو مبادرة "قوة ضد التحرش، بسبب حمل لافتة "مش حننسى (لن ننسى) تحرش الداخلية".
الوقفة التي دعت لها عدة منظمات مناهضة للتحرش والمجلس القومي للمرأة ، شهدت حضور مئات المشاركين وخاصة من النساء المنددين بالواقعة، فضلا عن التكثيف الأمني الموجود حيث اصطفت 4 سيارات أمن مركزي، أمام دار الأوبرا وعشرات من عناصر الأمن، فضلا عن عدد من عناصر الشرطة النسائية، لتأمين الوقفة.
"بنات مصر خط أحمر"
"إذا كانت لابسة ضيق .. فمخك أضيق منها"، و"ربي ولادك بدل ما تلوم بناتك"، و"اتكلمي بصوت عالي، لو شفتي تحرش بيحصل قدامك" ، و"اعرضي المساعدة على اللي اتعرضت للتحرش"، و"بنات مصر خط أحمر"، "نفسي امشي مع بنتي من غير ما اسمع ألفاظ وحشة". هذه عينات من اللافتات التي رفعها النساء والرجال المشاركون في الوقفة، مطالبين بتوقيع أقصى العقوبة على المتحرشين لردعهم.
وفي هذا الإطار قالت آية أحمد لـ DW عربية: لابد أن يتم تغليظ العقوبة على المتحرشين". وهتفت السيدات والفتيات المشاركات في الوقفة على قرع الطبول "بنت جدعة في الميدان والمتحرش هو الجبان"، و"ياللا ياسيسي قولها قوية.. المتحرش مالهوش دية".
إستراتيجية وطنية لمواجهة التحرش
كما تؤكد عزة كامل الناشطة النسائية ومديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة أثناء مشاركتها في الوقفة على ضرورة وجود إستراتيجية وطنية تشارك فيها منظمات المجتمع المدني لمكافحة العنف، فضلا عن وحدات خاصة تشمل نيابة مستقلة لجرائم العنف، بالإضافة إلى مراكز تأهيل نفسي للناجيات والمتحرشين.
أما محمد حبيبي، المنسق الميداني لمبادرة "شفت تحرش" المشاركة في الوقفة فقال "إن تفعيل دور المؤسسات وتدارك الأخطاء الموجودة في كل مؤسسة وعلاجها أولى الخطوات للقضاء على الظاهرة، لافتا إلى أن الحديث عن تركيب كاميرات للمراقبة في الميادين ستكون جزءا من الحل لاسيما في الجرائم الجنائية كالقتل والسرقة.
"لا لتسييس واقعة ميدان التحرير"
وأكد حبيبي أن الظاهرة اجتماعية وستحل بالتوازي مع الحل التشريعي"، نافيا وجود دوافع سياسية لدى المتحرشين قائلا: "التحرش موجود من 2005 ويحصل كل يوم في الشارع من مواطنين عاديين"، رافضا تسييس واقعة التحرير.
أما لمياء جودة، إحدى المشاركات بالوقفة، فقد ارتدت فستانا من فترة الستينات لتقول إن ملابس السيدة لا علاقة لها بالتحرش. وتضيف جودة قائلة: "النساء كّن يرتدين ملابس في الستينات (يمكن أن تكون غير محتشمة بلغة اليوم) ولم يتم التعرض لهن" في ذلك الوقت.
قرارات حكومية لمواجهة التحرش
في غضون ذلك أعلنت لجنة وزارية شكلها رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب تسعة قرارات لمواجهة ظاهرة التحرش، أهمها تشكيل فريق أمني لمواجهة الظاهرة، وتكثيف الإجراءات الأمنية في الميادين العامة والأماكن المزدحمة، وتفعيل قانون التحرش والعقوبات المتعلقة بالعنف ضد المرأة، وتكثيف حملات التوعية.
كما تضمنت القرارات أيضا الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان، والتي تُعلي من قيم احترام حقوق المرأة وقيم التسامح والتراحم والشهامة، وزيادة المساحة الإعلانية للتعريف بالخط الساخن الخاص بالمجلس القومي للمرأة لتلقي شكاوى التحرش، وتوجيه مستشفيات وزارة الصحة والسكان للاهتمام بعلاج ضحايا حوادث التحرش..
ومن جانبه، أمر المستشار هشام بركات، النائب العام بإحالة 13 متهمًا، بـتهمة "هتك أعراض السيدات والفتيات"، بميدان التحرير في 6 وقائع تحرش وهتك العرض، على رأسها واقعة ميدان التحرير أثناء الاحتفالات بتنصيب رئيس الجمهورية الجديد، إلى المحاكمة الجنائية. كما كلف بركات أجهزة الأمن المعنية بتحديد هوية المتهم بتصوير المجني عليها والقبض عليه وضبط أدوات التصوير والنشر على الإنترنت، لاستكمال التحقيقات.
بيد أن مدونين وناشطين انتقدوا كثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي قرار النائب العام بالقبض على مصور واقعة التحرش في ميدان التحرير مؤكدين أنه لولا تصوير الواقعة لما كان هذا الاهتمام من جانب الدولة وما كان لها ذكر من الأساس.
مصطفى هاشم ـ القاهرة