التدخين السلبي أخطر مسببات أمراض السرطان والرئة
كان الناس سابقا يتجاهلون أو لا يعرفون آثار ما يسمى بـ"التدخين السلبي" أو "التدخين اللاإرادي" على صحة غير المدخنين. ولكن الدراسات الحديثة تؤكد أن التدخين غير المباشر يعتبر من أهم أسباب الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والقلب والرئة وكذلك الجلطات. وتجزم الدراسات أن المدخنين يستنشقون 15 بالمائة فقط من دخان السجائر، فيما ينتشر 85 بالمائة من الدخان المتصاعد في الجو ويهدد حياة غير المدخنين في أماكن العمل والأماكن العامة.
3300 ضحية في ألمانيا لوحدها
إلى ذلك، بيّنت دراسة ألمانية غير مسبوقة قام بها المعهد الألماني لأبحاث السرطان أن 3300 مواطن ألماني يموتون سنويا من تبعات ما يسمى بـ"التدخين السلبي". وجاءت الأرقام الجديدة التي أدهشت المراقبين بمثابة أكبر تحذير من التدخين السلبي الذي يهدد حياة آلاف المواطنين ليس فقط في ألمانيا، بل في جميع أنحاء العالم. ووفقا للخبراء الذين اشرفوا على إجراء الدراسة، فإن ضحايا التدخين السلبي أكبر بكثير من ضحايا تعاطي المخدرات الممنوعة ومرضي جنون البقر والزارس مجتمعة. ووفقا للدراسة التي قدم المختصون نتائجها مؤخرا في مدينة هايدلبيرغ الألمانية، فإن 2140 غير مدخن يموتون سنويا من مرض تصلب شرايين القلب و770 من الجلطة و260 من سرطان الرئة. وقال أولريش كايل أحد المسؤولين عن الدراسة إن 60 رضيعا يموتون سنويا نتيجة وجودهم في بيئة منزلية مدخنة أو نتيجة إدمان أمهاتهم أثناء الحمل على التدخين. وأضاف الخبير أن الدخان السلبي يحمل كثير من المواد السامة مثل حامض البُروسيك والأمونياك، ولكن أيضا كثير من المواد المُسببة لمرض السرطان مثل بترابيرين والكاديوم والكروم وغيرها.
الأطفال والرُضع أو الضحايا
وحسب الدراسة، فإن الأطفال والرُضع ـ الذين لا خيار لهم ـ هم من أكبر المتضررين من التدخين السلبي. وكما يتضرر الكبار في الأماكن العامة مثل المطاعم وأماكن العمل والمسابح المفتوحة من التدخين السلبي، يتضرر الأطفال والرُضع من التدخين السلبي كذلك إذا عاشوا في بيئة مدخنين. وتقول الدراسة إن 170 ألف رضيع يستنشقون سنويا الدخان لأن الأم تدخن أثناء الحمل وإن 18 مليون طفل أو قاصر يعيشون في بيوت فيها مدخن واحد على الأقل. ومن أخطر الأمراض التي يسببها التدخين اللاإرادي للأطفال هي أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الأذن الوسطى ونوبات الربو وكذلك ظاهرة الموت الفجائي. ولا تقتصر آثار التدخين السلبي على أمراض السرطان، بل أنها تمتد لتشمل أمراض القلب والرئة وكذلك الجلطات. أما الكبار، فإن الدراسة تؤكد أن 35 مليون يتضررون سنويا من استنشاق الدخان في أماكن عملهم أو في الأماكن العامة.
نصائح ضرورية
إذا قررت مواصلة هذه العادة السيئة والضارة، فإن الخبراء يقدمون بعض النصائح التي قد تساعدك على حماية الآخرين من آثار التدخين: أولا، عليك الامتناع عن التدخين في وجود الأطفال والرُضع والحوامل كذلك، إذ أن هؤلاء الأطفال الذين لا خيار لهم يستنشقون الدخان في وقت تكون فيه أجسامهم ليست قوية، مما يجعل إصابتهم بالأمراض أسهل. ثانيا، تجنب التدخين في الأماكن العامة مثل أماكن العمل والاستراحة وخاصة في المواصلات العامة التي تكون عادة في بلداننا العربية مكتظة بالمسافرين. ولكن الفضل من ذلك كله هو الإقلاع عن هذه العادة الضارة لتضمن بذلك سلامة صحة وصحة عائلتك والآخرين.
دويتشه فيله