التغير المناخي قد يحرم الطبيعة من جمال أزهار أشجار الكرز
يؤثر التغير المناخي بشكل سلبي على أشجار الكرز، إذ يؤدي إلى تفتح أزهارها الوردية الرائعة قبل وقتها المعتاد، مما يعرض هذه الأزهار الحساسة لخطر التلف، وفقدان الطبيعة بعضاً من ملامحها المدهشة التي تزين مدناً حول العالم.
في عدة مناطق مختلفة حول العالم، تتفتح أزهار شجرة الكرز معلنة عن بداية الربيع. في مدن مثل كيوتو، باليابان، وواشنطن العاصمة بالولايات المتحدة، وستوكهولم بالسويد، وبون بألمانيا، مصحوبة بالاحتفالات. ومن المتوقع أن يستقطب مهرجان ازدهار أشجار الكرز الوطني بواشنطن حوالي 15 مليون سائح، كما يعد بتحقيق 150 مليون دولاراً من العائدات للاقتصاد الوطني.
يمثل مهرجان تفتح أزهار الكرز في اليابان تقليداً وطنياً، إذ يسجل العلماء مواعيد تفتح الأزهار منذ أكثر من ألف سنة، وخصوصاً في كيوتو، حيث يجتمع الناس بمسيرات تحت أشجار الكرز احتفاء بهذه الظاهرة الطبيعية الجميلة.
استلهمت مهرجانات أزهار الكرز حول العالم من التقاليد اليابانية. هُنا في بون، يشعر السياح اليابانيون بالفرح والألفة بوجود قطعة صغيرة مهمة من حضارتهم متمثلة بأزهار الكرز.
تغير المناخ يتسبب بتفتح أشجار الكرز قبل موعدها، وبإقبال الربيع مبكراً في عدة مناطق حول العالم، حيث أن ارتفاع درجة الحرارة نسبياً عن السابق في أوروبا وبالولايات المتحدة، يتسبب في تفتح أزهار الكرز بحوالي 12 يوماً أبكر من الوقت المعتاد. أما في في اليابان، فقد أصبحت الاحتفالات تنظم تقريباً قبل 6 أسابيع عن الـ 60 سنة الماضية.
تفتح الأزهار في وقت مبكر عن موعهدها المألوف يجعلها عرضة للصقيع الربيعي. فعندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 27 درجة فهرنهايت (حوالي 2 درجة مئوية)، تتعرض الأزهار لأضرار قاسية. ومن الممكن أن يتسبب انخفاض الحرارة ما دون 24 درجة فهرنهايت، لتلف وموت 90 في المئة منها.
تأثير تغير المناخ يكون أشد وطأة على ثمار الكرز. إذ أن تلف الأزهار متناسب طرداً مع تلف الثمار. كما أصبح المزارعون في الوقت الحالي أكثر قلقاً على محاصيلهم من خطر تغير المناخ.
كما تؤثر هذه التغييرات على بعض الحيونات أيضاً. إذ تتسبب الحرارة الدافئة في استيقاظ بعض الحيوانات من السبات الشتوي، وتكاثر الحشرات في وقت مبكر أيضاً. وفي حال ما تعرضت المصادر الغذائية لهذه الكائنات للضرر إثر موجات الصقيع، مثل أزهار الكرز، فقد يؤدي ذلك إلى موتها. جيسي-ماي فرانكين/ ريم ضوا.