الجري في الصغر يقي من الإصابة بالخرف في الكبر!
١١ يونيو ٢٠٢٣لا يوجد خلاف على أهمية ممارسة الرياضة على صحة الإنسان ووقايته من مجموعة من الأمراض كالسكري من الدرجة الثالثة وأمراض القلب والشرايين وغيرها من أمراض العصر، لكن للرياضة أيضا فوائد نفسية، فهي تمنحنا شعورا بالسعادة الروحية. بل إن دراسة حديثة ذهبت إلى أن ممارسة الجري بالتحديد، يسمح لخلايا الدماغ بالتجديد مرة أخرى ويقي من فقدان الذاكرة في الشيخوخة.
مع التقدم في العمر يعاني الكثير من الناس من التدهور المعرفي، حيث تتعرض في البداية هياكل الدماغ المسؤولة عن التعلم والذاكرة للتدمير. وتوجد هذه الهياكل في ما يسمى منطقة الحصين بالدماغ.
وأظهرت دراسة جديدة أجرتها "جامعة فلوريدا أتلانتيك" الأمريكية (FAU) بالتعاون مع معهد الأبحاث المكسيكي "سينفيستاف" أن التمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن تحمي من فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي. وخاصة الجري يصنع العجائب للدماغ في منتصف العمر، حسب ما جاء في موقع fitbook الألماني.
فحصت الدراسة الأمريكية المكسيكية أدمغة الفئران خلال الجري. ولاحظ الباحثون كيف يؤثر الجري على الشبكة العصبية في الحُصين على وجه الخصوص. وإذا كان يعتقد أن الخلايا التي تتشكل في مرحلة البلوغ تساهم في الحفاظ على وظيفة الذاكرة. فإنه لم يكن واضحًا في السابق ما إذا كان يمكن الحفاظ على الشبكات العصبية التي تشكلت في بداية مرحلة البلوغ من خلال النشاط البدني في منتصف العمر.
الجري يعزز الذاكرة المكانية
لمعرفة ذلك استخدم العلماء مؤشرا جديدا يعتمد على فيروس داء الكلب. بهذه الطريقة يمكن تصنيف الخلايا العصبيةالجديدة في القوارض البالغة وملاحظة تغيراتها بمرور الوقت. بعد حوالي ستة أشهر من تصنيف الخلايا العصبية حلل الباحثون كيفية اندماجها في الشبكة العصبية. وقد تبين أن تلك الخلايا العصبية التي تكونت في مرحلة البلوغ المبكر للفئران تشارك على المدى الطويل في الحُصين، حيث تساهم في الحفاظ على الذاكرة في سن الشيخوخة، كما يشير موقع fitbook.
وتقول مؤلفة الدراسة الدكتورة د. هنرييت فان براغ "التدريبات الطويلة المدى تعود بالنفع على الدماغ في مرحلة الكبر وقد تحمي من فقدان الذاكرة الناجم عن التقدم في السن من خلال إطالتها لأمد حياة الخلايا العصبية التي تكونت في منتصف العمر وبالتالي يكون لها تأثير على التدهور المعرفي".
وأظهرت الدراسة أيضًا أن الجري يعزز نقل المعلومات المتعلقة بالملاحة في الدماغ، مما يعزز قبل كل شيء وظيفة الذاكرة المكانية. ويمكن أن يحمي أيضًا من الخرف ومرض الزهايمر، والذي غالبًا ما يظهر من خلال فقدان التوجيه.
وتوضح الدكتورة كارمين فيفار المشاركة في هذه الدراسة بالقول "دراستنا تقدم إشارات إلى أن ممارسة الرياضة في مقتبل حتى متوسط العمر تساهم في الحفاظ على الدماغ". وحسب كارمين على المرءإدماج الرياضة في روتينه اليومي لحماية نفسه من فقدان الإدراكات المعرفية.
وعلى الرغم من النتائج المثيرة للدراسة ينبغي التأكيد على أنها جربت فقط على الفئران ويحتاج الأمر لوقت طويل من الأبحاث لمعرفة هل أن نفس التأثير يحدث أيضا على الدماغ البشري. وهل يقتصر الأمر فقط على الجري أم أن رياضة زيادة التحمل الأخرى مثل السباحة وركوب الدراجة تقوي أيضا وظيفة الدماغ!
هـ.د