الجزائر: الصراع بين مراكز القوى يطيح برئيس الحكومة
١٥ أغسطس ٢٠١٧أفاد بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية اليوم الثلاثاء (15 آب/ أغسطس 2017) أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "أنهى مهام رئيس الوزراء عبد المجيد تبون" وعين مدير مكتبه، رئيس الوزراء الأسبق، أحمد أويحيى مكانه.
وتم تعيين تبون رئيسا للوزراء في 24 أيار/مايو في أعقاب الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب "جبهة التحرير الوطني" الذي يحكم البلاد منذ الاستقلال عام 1962. وشكّل تكليف تبون تأليف حكومة جديدة مفاجأة آنذاك، إذ لم تكن إزاحة رئيس الوزراء عبد المالك سلال "الرجل الوفي" لبوتفليقة متوقعة.
ويترك تبون (71 عاما) رئاسة الوزراء لأويحيى الذي يعتبر إحدى الشخصيات القوية في النظام الجزائري. ويتزعم أويحيى التجمع الوطني الديموقراطي، ثاني أكبر حزب في الجزائر وحليف جبهة التحرير الوطني. وقد شغل أويحيى منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات بين عامي 1995 و1998 (إبان رئاسة الأمين زروال)، ثم 2003-2006 والفترة من 2008 إلى 2012.
وقال مصدر حكومي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس إن "رؤية رئيس الوزراء لم تكن متوافقة مع رؤية الرئيس"، مشيرا أيضا إلى مشاكل في "التواصل" بين الرجلين. وتحدثت وسائل الإعلام الخاصة الجزائرية في الأيام الأخيرة عن رسالة "شديدة" اللهجة وجهها بوتفليقة لرئيس وزرائه، منتقدا فيها خصوصا الإجراءات الأخيرة للحد من استيراد العديد من المنتجات.
وأغضبت هذه التدابير، وفقا للصحافة، رجال الأعمال الذين يحظى بعضهم بصلات مع السلطة. وقال مراقبون إن تبون يدفع ثمن نيته المعلنة بمهاجمة هذا الارتباط بين بعض رجال الأعمال وكبار السياسيين. وكان وعد أثناء تقديم برنامجه بـ "الفصل بين المال والسلطة" قائلا إن "الدولة هي الدولة والمال هو المال".
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجزائر رشيد تلمساني إن تبون "حاول المساس بمصالح" بعض المنتمين إلى "الطبقة الاوليغارشية المحيطة بالرئيس مثل علي حداد" رئيس أرباب العمل. وتابع "في سياق الصراع بين مراكز القوى، فإن المجموعة الرئاسية التي تضم سعيد بوتفليقة ورئيس الاتحاد العام للعمال (نقابة رسمية) عبد المجيد سيدي سعيد، أظهرت تضامنها مع حداد متحدية رئيس الوزراء".
أما خليفته أويحيى (65 عاما)، فإنه شخصية بارزة في السياسة الجزائرية خلال السنوات العشرين الماضية. وخدم بإخلاص بوتفليقة، رغم العلاقات المعقدة بينهما أحيانا. ويعرف أويحيى في الجزائر باسم "رجل الأعمال القذرة" منذ أن عرف نفسه على هذا النحو بعد أن قاد إصلاحات التقشف التي طالب بها صندوق النقد الدولي إبان تسعينات القرن الماضي.
من جهته، قال الأكاديمي رشيد جريم لفرانس برس إن "تبون ارتكب خطأ الاعتقاد بأنه كان محميا" من قبل بوتفليقة. وتساءل عن وجود "واحد أو أكثر من محركي الخيوط وراء" رئيس الدولة، المريض منذ إصابته بجلطة عام 2013، الأمر الذي من شأنه أن يزيد التكهنات المستمرة في الجزائر منذ أربع سنوات حول قدرة بوتفليقة على ممارسة الحكم.
أ.ح (أ ف ب)