الجزائر ـ بدء فرز الأصوات في انتخابات طبعها عزوف الشباب
٥ مايو ٢٠١٧كشف وزير الداخلية نور الدين بدوي أن نسبة المشاركة وصلت في حدود الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي مساء أمس (الخميس الرابع من مايو/ أيار 2017) إلى 53.33 % مقابل 97 .33 % في نفس التوقيت في انتخابات 2012. ويرجح المراقبون أن يفوز حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم وحلفائه بغالبية أعضاء البرلمان وسط أجواء تطغى عليها مضاعفات انخفاض أسعار النفط العالمية، المورد الرئيسي للبلاد، إضافة والمخاوف بشأن الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ومن المقرر أن تعلن وزارة الداخلية نتائج الانتخابات صباح غد الجمعة.
وأدلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (80 عاما) بصوته في العاصمة على كرسي متحرك بمساعدة أحد أقاربه وصافح أفراد الشرطة وموظفي لجنة الاقتراع لكنه لم يدل بتصريحات. وبخلاف صور كانت تظهر له على التلفزيون فهذا أول ظهور علني له منذ أواخر العام الماضي. ويلقى بوتفليقة، الذي يتولى السلطة منذ نحو 20 عاما، إشادة واسعة لنجاحه في انتشال البلاد من حرب دامت عشر سنوات في التسعينيات مع إسلاميين متشددين وأودت بحياة 200 ألف شخص وتركت شعورا بعدم الاستقرار لا يزال سائدا بين كثيرين. غير أن تمسكه بالسلطة، رغم وضعه الصحي الحرج بعد إصابته بجلطة دماغية عام، 2013 يثير استياء عارما في البلاد.
ضعف المؤسسة التشريعية
وللمجلس الشعبي الوطني سلطات محدودة في النظام الرئاسي وتمتد فترة عمل المجلس خمس سنوات. ويتيح دستور جديد للبرلمان أن تكون له كلمه في تسمية رئيس الوزراء غير أن منتقديه لا يرونه إلا أداة للتصديق على القرارات الصادرة من الرئاسة. وفي انتخابات 2012 حصل حزب جبهة التحرير الوطني على 221 مقعدا وحزب التجمع الوطني الديمقراطي على 70 مقعدا مع تحبيذ الناخبين للأمان والاستقرار في أعقاب انتفاضات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا عام 2011. لكن الإقبال لم يتجاوز 43 في المائة.
تستفيد جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي من ارتباطهما ببوتفليقة والإنفاق الحكومي العام لتعزيز وضعهما في الانتخابات. كما يستفيد الحزبان من ضعف الإقبال إذ من المتوقع أن يكون معظم الناخبين من أنصارهما من كبار السن والعاملين بالقطاع العام والقوات المسلحة. وللحزب الحاكم أيضا آلة حزبية قوية في المناطق الريفية. ولا يزال كثير من الجزائريين يرون في بوتفليقة رمزا للاستقرار لكن أكثر من نصف السكان من الشبان الذين لم يتجاوزوا الثلاثين ويقول كثير منهم إنه لا تربطهم صلة قوية بما يتردد عن تاريخ زعامة بلادهم.
تردي الوضع الاقتصادي
مع هيمنة الدولة إلى حد كبير على الاقتصاد يشكو كثير من الشبان من قلة الفرص المتاحة أمامهم.
وفجر انهيار أسعار النفط في منتصف 2014 تحديات جديدة لاقتصاد لا تزال الدولة تدير الجانب الأكبر منه ويعتمد على إيرادات الطاقة في تغطية 60 في المائة من موازنته ويعول على الواردات نظرا لضعف الإنتاج خارج قطاعات الطاقة. واضطرت الحكومة إلى خفض الإنفاق وبدأت مهمة حساسة تتمثل في إصلاح نظام دعم أسعار الوقود والكهرباء مع انخفاض الدخل إذ تراجعت إيرادات شركة سوناطراك النفطية الحكومية إلى 27.5 مليار دولار في 2016 من 60 مليارا في 2014. ويقول مسؤولو الحكومة إن لديهم رغبة في إصلاح نظام الدعم المكلف لكنهم يتعهدون بالإبقاء على المزايا الرئيسية التي ساعدت الجزائر على تخطي توترات اجتماعية في الماضي ومنها ما وقع أثناء انتفاضات الربيع العربي في عام 2011.
ح.ز/ م.س (رويترز، أ.ف.ب، د.ب.أ)