الجيش الألماني يتسلح لاحتمالات هجمات إلكترونية
٩ مايو ٢٠١٣أسقط موظف مشهدا للحرب على الحائط يظهر فيها هجوم إلكتروني شنته دولة أتسمى روتلاند على دولة أخرى سموها بلاولاند في قارة يقال لها أزوريا، وكلها أسماء خيالية. ووافقت الأمم المتحدة على تدخل دول أخرى ووافق البرلمان الألماني على المشاركة بقوات للجيش الألماني في هذا التدخل ثم أرسل وحدة الحروب الإلكترونية لهذه الحرب.
وتسلل "جنود" هذه الوحدة الإلكترونية إلى شبكة الإنترنت الخاصة بقوات روتلاند بمساعدة أدوات رقمية واستخدام أسماء مثل "جون زي ريبر" و "هوستنوم" أو "شمود" ونجحوا في شل الدفاع الجوي لهذه الدولة. وبذلك انتصرت القوات الدولية في هذه الحرب تقريبا. نحن الآن في مبنى غير مميز المعالم في إحدى الثكنات العسكرية بمدينة راينباخ بالقرب من مدينة بون الألمانية.
في هذا المبنى نشرت قوة الاستطلاع الاستراتيجي بالجيش الألماني وحدة من مهندسي الحاسوب قوامها 60 شخصا يتدربون منذ عام 2005 تحت اسم "سي ان أو" التي تعني تقريبا "عمليات الشبكات الإلكترونية" استعدادا للدخول في أي حرب إلكترونية محتملة.
وتتركز مهمة هؤلاء الخبراء على جعل الجيش الألماني قادرا على شن هجمات عبر الإنترنت في حين أن الهيئة الألمانية لأمن تقنيات الحاسوب مسئولة عن الدفاع، وهي هيئة تتبع وزارة الداخلية. واكتسبت قوة الجيش الألماني بالفعل قدرة مبدئية على شن الهجوم، ويعني ذلك أنها أصبحت قادرة على التسلل من خلال أجهزة حاسوب في ألمانيا إلى شبكات إلكترونية أجنبية، متسلحة في ذلك بأدوات متاحة على الإنترنت "فنحن نستخدم سلعة عادية جدا ومتداولة تجاريا" حسبما أوضح أحد عناصر قوة سي ان أو والذي أشار إلى أن هذه القوة لا تزال تفتقد مركبات مصفحة لتنفيذ عمليات متحركة في مناطق الأزمات وقال إنها ستصبح متوفرة خلال ثلاثة أعوام بأقصى تقدير.
وستسري على القوات الألمانية التي تشارك في عمليات خارج الحدود الألمانية نفس القواعد التي تحدد عمل قادة الطائرات المقاتلة والسفن الحربية أو القوات البرية، وستتطلب هذه المهام تفويضا من البرلمان الألماني قبل تنفيذ أي عملية من هذا القبيل. وحسب يورغين زيتسر، قائد قوة الاستطلاع الاستراتيجي المشار إليها، فإن التفويض البرلماني الممنوح حاليا للجيش الألماني في أفغانستان على سبيل المثال سيكفي كغطاء قانوني لأي عمليات تشنها قوته حيث ينص تفويض الأمم المتحدة الذي يستند إليه التفويض البرلماني الألماني على "اتخاذ كافة الوسائل الضرورية" لهذه العملية. ولكن ولعدم وجود تكليف من الحكومة ولعدم توفر الأسلحة الإلكترونية لهذه القوة فإن عمل قوة سي ان أو اقتصر حتى الآن على التدريب. ولكن من غير المستبعد ألا يختلف السيناريو الذي يدرس في الغرفة المذكورة كثيرا عن السيناريو المحتمل لأي حرب إلكترونية قادمة.
م. أ. م/ ح.ز ( د ب أ)