الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة
٢٦ أبريل ٢٠٢٤بدأت الولايات المتحدة بناء رصيف بحري في غزّة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) الخميس (25 نيسان/أبريل 2024)، وهو مشروع يهدف إلى تسهيل وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني الذي تقصفه إسرائيل وتُحاصره.
وفي مواجهة التأخير والعراقيل الإسرائيليّة في إيصال المساعدات الإنسانيّة برًّا إلى قطاع غزّة الذي يشهد كارثة إنسانيّة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أوائل آذار/مارس بناء ميناء مؤقّت.
وقال الناطق باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايد لصحافيّين "أؤكّد أنّ سفنا حربيّة أميركيّة... بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء مؤقّت ورصيف في البحر". وأضاف أنّه يُتوقّع تشغيل الرصيف اعتبارا من بداية أيّار/مايو، مؤكدا أنّ "كلّ شيء يسير حاليا وفق الخطّة".
ومن شأن هذه المنصّة الموقّتة في البحر أن تسمح لسفن عسكريّة أو مدنيّة بتفريغ حمولتها على أن تُنقل المساعدات لاحقا بواسطة سفن دعم لوجستي إلى رصيف على الشاطئ. بينما أوضح مسؤول عسكري أميركي كبير إنّ المساعدات ستصل أوّلا إلى قبرص حيث ستُفحص، على أن يتمّ إعدادها للتسليم. وستُنقل لاحقا بسفن تجاريّة إلى منصّة عائمة قبالة قطاع غزّة، ثمّ بواسطة سفن أصغر إلى الرصيف البحري. وذكر أنّ القدرة التشغيليّة ستكون في البداية 90 شاحنة مساعدات يوميا، ثم 150 شاحنة في اليوم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركيّة إنّ الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة (يو إس إيد) ستُشارك "مع منظّمات تابعة للأمم المتحدة بهدف إيصال المساعدات الحيويّة بمجرّد وصولها إلى غزة عبر الممرّ البحري". وأضاف "يواجه جميع سكّان غزّة - 2,2 مليون شخص - أزمة غذائيّة حادة".
وستُكلّف منظّمات غير حكوميّة على الأرجح بتوزيع المساعدات بعد وصولها إلى القطاع، على ما أفادت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق.
وتُذكّر الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكوميّة بانتظام بأنّ مبادرات كهذه لا يمكن أن تكون بديلًا من الزيادة التي تشتدّ الحاجة إليها لناحية تدفّق المساعدات الإنسانيّة من طريق البرّ.
وقال مسؤولون أميركيّون إنّ هذا المسعى لا يتضمّن "نشر قوّات على الأرض" في قطاع غزّة الذي يشهد حربا. لكنّ جنودا أميركيّين سيكونون بجوار القطاع خلال بناء الرصيف الذي ستُشرف عليه قوّات إسرائيليّة أيضا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه سيتدخّل "لتوفير الأمن والدعم اللوجستي".
كما يراقب البنتاغون "نوعا من الهجمات بقذائف الهاون" التي سبّبت أضرارا طفيفة في محيط المنطقة التي يُرتقب أن يتمّ فيها إنزال المساعدات. وقال رايدر "من المهمّ التشديد على أنّ كلّ هذا حدث قبل أن تبدأ القوّات الأميركيّة في تحريك أيّ شيء".
وقالت هيئة وزارة الدفاع الإسرائيليّة المسؤولة عن الشؤون المدنيّة في الأراضي الفلسطينيّة "كوغات"، إنّ ناشطين أطلقوا قذائف هاون على موقع مخصّص للأغراض الإنسانيّة غير محدّد في شمال قطاع غزّة خلال زيارة أجراها موظّفون في الأمم المتحدة، دون أن يسفر ذلك عن إصابات. وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إنّه لا يعتقد أنّ "الهجوم له أي علاقة بالمهمّة" الأميركيّة المتمثّلة ببناء الرصيف.
أطفال يعانون من سوء التغذية
إلى ذلك، قال كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس إن شمال قطاع غزة ما زال يتجه نحو المجاعة وطالب بالسماح بدخول كميات أكبر وأكثر تنوعا من المساعدات للقطاع، داعيا إسرائيل إلى توفير إمكانية الوصول المباشر من ميناء أسدود عبر معبر إيريز.
وتعهدت إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع بتعزيز وصول المساعدات، بما في ذلك إعادة فتح معبر إيريز والسماح باستخدام ميناء أسدود.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن باتخاذ خطوات لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة، قائلا إن الولايات المتحدة قد تضع شروطا على الدعم الأمريكي إذا لم تتحرك إسرائيل.
وقال سكاو للصحفيين "نرحب بالتأكيد بهذه الالتزامات، وتم تنفيذ بعضها جزئيا. والبعض الآخر ما زال بانتظار التنفيذ". وأضاف أنه بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي هناك "زيادة طفيفة" في الحصول على المساعدات وبعض التقدم فيما يتعلق بإمكانية الوصول لشمال غزة. وأضاف "لكن هذا ليس كافيا على الإطلاق. نحتاج إلى كميات وتنوع في البضائع... ما زلنا نتجه نحو المجاعة" في الشمال.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي إن التزامات إسرائيل بتحسين وصول المساعدات إلى قطاع غزة محدودة التأثير حتى الآن وبلا تأثير في بعض الأحيان. وقال تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في مارس آذار إن المجاعة وشيكة ويرجح أن تحدث في شمال غزة بحلول مايو/أيار، وقد تتسع عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول يوليوLتموز.
قال كل من سكاو ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، التي قدمت إفادة لمجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء، إنه يتعين دخول مزيد من المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة لتجنب المجاعة. وقالت كاغ لمجلس الأمن "على سبيل المثال، علاج الأطفال أو النساء الحوامل الذين يعانون من سوء التغذية الحاد لا يتعلق بالحصول على مزيد من السعرات الحرارية. إنهم يحتاجون إلى أغذية ومكملات لأغراض علاجية بالإضافة إلى رعاية طبية طويلة الأمد".
خ.س/و.ب (رويترز، أ ف ب)