الجيش الإسرائيلي يعترف بـ "فشله في التصدي لهجوم 7 أكتوبر"
١٢ يوليو ٢٠٢٤أقر الجيش الإسرائيلي بأنه "أخفق" في الدفاع عن كيبوتس بئيري خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023. وجاء ذلك في تقرير نشر الخميس (11 يوليو / تموز 2024) بعدما عُرِض على سكان هذا "التجمع التعاوني" الذين طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق تابعة للدولة. وفي هذه الوثيقة -التي تعرض بالتفاصيل تحركات الجنود خلال الهجوم- تؤكد لجنة التحقيق التي يرأسها جنرال متقاعد أن الجيش "أخفق في مهمته في حماية سكان كيبوتس بئيري".
ويقع هذا الكيبوتس على بعد حوالى أربعة كيلومترات شرقي الجدار الذي أقامته إسرائيل على طول حدودها مع قطاع غزة، وقد كان مسرحاً لمذبحة بحق المدنيين صباح السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 على أيدي عناصر كوماندوس من حماس -التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية- تسللوا من غزة إلى جنوب إسرائيل، وأسفر أحد أكثر الحوادث مأسوية خلال المعارك عن مقتل 13 مدنيا احتُجِزوا رهائن في منزل يعود إلى أحد سكان بئيري أطلقت دبابة إسرائيلية النار عليه.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "سكان بئيري اضطروا للدفاع عن أنفسهم"
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في بيان متلفز مساء الخميس إن "غالبية الرهائن قُتلوا على أيدي الإرهابيين"، مشيراً إلى أن الجنود أجروا مفاوضات قبل إطلاق النار على المنزل. كما أقر بأن سكان بئيري اضطروا للدفاع عن أنفسهم و"الكفاح بمفردهم لمدة سبع ساعات"، مؤكدا بذلك الشهادات التي تحدثت عن تقاعس مئات الجنود الذين كانوا ينتظرون الأوامر.
وبحسب التقرير العسكري قُتل 101 من المدنيين واحتُجز 32 شخصا رهائن، بينهم 11 لا يزالون في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس منذ 2007. من جانب آخر دُمّر 150 منزلا ومبنى في هذا التجمع التعاوني، ومعظمها أُحرق. وخلال المعارك قُتل 23 عسكريا و8 أفراد شرطة، بحسب التقرير الذي أوضح أن "340 إرهابيا تسللوا إلى الكيبوتس"، وفق البيان.
وفي خلاصة التقرير الواقع في 11 نقطة يؤكد الجيش أنه "لم يكن مستعدا لسيناريو تسلل واسع النطاق مثل الذي حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر" ويقر أيضاً بـ"نقص في التنسيق" بين قواته في الموقع. وخلص تقرير رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى أن هذا التحقيق الأولي "لا يعكس كلّ ما حدث في ذلك اليوم، لكنه يظهر بوضوح حجم الفشل والكارثة التي حلت بسكان الجنوب الذين دافعوا عن عائلاتهم بأجسادهم لساعات طويلة في الوقت الذي لم يكن فيه الجيش موجوداً لحمايتهم".
الإقرار بـ "الإخفاق" جاء أيضا على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وذلك وفي حفل تخرج الضباط العسكريين أمس الخميس، وفي حضور رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ودعا إلى إجراء تحقيق رسمي في التعامل مع الهجوم، وقال إن التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه ورئيس الوزراء وقائد الجيش ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، وأضاف: "علينا استخلاص العبر مما حدث في 7 أكتوبر ولجنة التحقيق يجب أن تكون محايدة".
واندلعت الحرب إثر السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 بعد هجوم حماس الذي أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، بينهم 42 لقوا مصرعهم، حسب الجيش الإسرائيلي. إذ ردت إسرائيل بحرب مدمرة في قطاع غزة تسببت بمقتل 38345 شخصًا على الأقل غالبيتهم مدنيون، بحسب معطيات وزارة الصحة التابعة لحماس.
بايدن: "نحن نحرز تقدما" نحو التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس
من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس أن إدارته تحرز "تقدما" نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وقال إنه يجب إنهاء الحرب "الآن" وبعد إنهائها "لا يجب أن يستمر احتلال القطاع". وتابع بايدن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض عقب قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بأن "الولايات المتحدة تعمل منذ أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم وتمهيد الطريق للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط". وهي "قضايا صعبة ومعقدة".
بيد أن الآمال في التوصل إلى اتفاق ينهي حرب غزة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر تتلاشى تدريجيا، في ظل حديث أعاد الأمور إلى المربع رقم صفر، بحسب مراقبين. فإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تحقيق أهدافه المعلنة منذ بداية الحرب ألقى ظلالا من الشك على إمكانية نجاح الجهود الدولية المبذولة لإنهاءها قريبا.
وخلال كلمته أثناء حفل تخريج الضباط العسكريين، أكد نتنياهو على استكمال الحرب إلى "تحقيق النصر وتصفية حكم حركة حماس" في القطاع وإعادة كافة المحتجزين لبيوتهم حتى لو استغرق ذلك وقتا. كما اعتبر إعادة المحتجزين الأحياء والأموات "مهمة مقدسة" وأن السبيل الوحيد لإعادتهم "هو استمرار الضغط العسكري".
إسرائيل تعلن مقتل أحد جنودها قرب الحدود مع لبنان
من جانب آخر قال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة (12 يوليو / تموز 2024) إن أحد جنوده قُتل بالقرب من الحدود مع لبنان أمس الخميس. وأضاف الجيش أن القتيل يبلغ من العمر 33 عاما وكان برتبة سيرجنت. ولم يحدد كيفية مقتله لكن صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إنه قُتل في ضربة بطائرة مسيرة. وتتبادل جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران وإسرائيل إطلاق النار منذ ما يقرب من تسعة أشهر في أعمال قتالية اندلعت بالتوازي مع الصراع في غزة مما أثار مخاوف من حرب شاملة بين الخصمين الشديدي التسليح.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
وأعلن حزب الله اللبناني في بيان له أن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية ومستعمرات ومبانٍ إسرائيلية بمسيرات و"بأسلحة مناسبة" ردا على هجمات إسرائيل على القرى اللبنانية الجنوبية. وشنت الطائرات الإسرائيلية بعد ظهر الخميس عدة غارات استهدفت أطراف عدة بلدات في جنوب لبنان. واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي فجر الخميس أطراف بلدات أخرى.
ع.م/و.ب/م.س (أ ف ب ، رويترز ، د ب أ)