"الحاوي" و "678" أبرز العروض العربية في مهرجان برليناله السينمائي
١٨ فبراير ٢٠١١لم تختلف الدورة الحادية والستين من مهرجان برلين السينمائي عن مثيلاتها من الدورات الماضية من حيث الحضور المتواضع للأفلام العربية في المهرجان الذي يشارك فيه حوالي 400 فيلم من 58 دولة. غير أن بعض الأفلام تناولت قضايا عربية مثل بعض الأفلام الإسرائيلية التي تطرقت إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. ومن بين هذه الأفلام فيلم اوديم/ Odem الذي يروي قصة شابين من رام الله تجمعهما صداقة طفولة، وتعرّضا لتجربة قاسية في شبابهما خلال الانتفاضة الأولى عام 1993. وجاءت هذه التجربة عندما قررا كسر حظر التجول المفروض والتسلل إلى داخل إسرائيل، وفي وقت لاحق التقيا مجددا في بريطانيا وتذكرا الأحداث التي أثرت على حياتهما من خلال هذه التجربة.
أما الفيلم الإسرائيلي القصير "سوسيا" الذي عرض خارج إطار المسابقة فهو يوجز الصراع العربي الإسرائيلي في قصة رجل وابنه يقطعان تذاكر لدخول الموقع الأثري في "سوسيا" جنوب الخليل. وترصد لقطات الفيلم بشكل واقعي للغاية آلام الأب الفلسطيني وابنه وهما يتفقدان آثار منزلهما الذي تم تحويله إلى منطقة أثرية. وينهي الأب حديثه لأبنه في الفيلم طالبا منه بعض الماء من البئر، فإذا بابنه يجيبه بأن البئر قد ردم.
فيلم "678" وظاهرة التحرش الجنسي في مصر
في قسم التسويق الأوروبي عُرض فيلمان مصريان أولهما فيلم "678" والآخر فيلم"الحاوي". يتطرق الفيلم الأول إلى ظاهرة التحرش الجنسي في أوساط المجتمع المصري وأشكالها وكيفية تعامل النساء مع هذا التحرش من خلال ثلاث فتيات من ثلاث فئات اجتماعية يقررن الخروج عن صمتهن بعد تعرضهن للتحرش الجنسي. وقد لعب دور البطولة في الفيلم نيللي كريم وباسم سمرة وماجد الكدواني. أما المخرج إبراهيم البطوط الذي أخرج الفيلم الشهير "عين شمس"، فقد عرض فيلمه الجديد "الحاوي" الذي قرر فيه الاستعانة بوجوه غير معروفة وغير محترفة. ويتحدث الفيلم الذي تم تصويره في الإسكندرية عن الواقع المصري الذي فقد فيه المصريون الكثير من الحريات التي كانوا يتمتعون بها في السابق على حد قول البطوط. ومن إحدى شخصياته متعلمة شابة تحب تقليد راقصات الباليه، إذ تظهر وهي تقدم شكوى في مركز للشرطة ضد رجال صفعوها. غير أنها تتعرض للسخرية في وقت يخبرها فيه ضابط الشرطة بأن رقص الباليه غير مقبول أخلاقيا. لكن المفارقة أن رجال الشرطة هؤلاء هم نفس الرجال الذين سرا رقصها خلال الليل. الجدير ذكره أن الفيلم حصد العام الماضي جائزة أفضل
فيلم عربي في مهرجان الدوحة "تريبكا".
السيدة سحر الشربيني مديرة المبيعات الدولية في شركة العربية للسينما في القاهرة، وفي حديث خاص مع دويتشه فيله ذكرت أن فيلم "678" لاقى إقبالا واسعا من قبل المشاهدين، ما دفع المسئولين في إدارة المبيعات الأوربية التابعة لمهرجان برلين إلى البدء في العمل على تسويق هذا الفيلم في الأسواق الأوربية. وقالت الشربيني إلى أن الأحداث التي مرت بها مصر مؤخرا، وذلك في إشارة إلى ""ثورة الغضب" المصرية التي أطاحت بنظام حسني مبارك تحظى بصدى إيجابي، حيث ازداد الاهتمام بمصر بشكل عام، وبالأفلام المصرية بشكل خاص. وتأمل سحر الشربيني في أن تتمكن شركتها من المشاركة في مهرجان العام القادم حيث أن التغييرات السياسية التي طرأت على البلاد ستساعد على تمكين السينما المصرية من دخول الأسواق الأوربية بشكل أقوى عن ذي قبل، مضيفة أنها ووجهت بأسئلة مثل، لماذا لا تتنافس الأفلام المصرية داخل المهرجان؟
مخرج "7 شارع الحبيب بورقيبة" في عضوية هيئة التحكيم
تم اختيار المخرج والسينارست والمنتج التونسي المعروف إبراهيم لطيف ضمن هيئة تحكيم الفيلم القصير في المهرجان. وكانت بداية لطيف في عالم إخراج الأفلام الروائية عام 2008 حين خرج بفيلمه الكوميدي "سيني تشيتا أو 7 شارع الحبيب بورقيبه". وشارك لطيف في فيلمه بمهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2009.
ومقابل الحضور العربي المتواضع للأفلام العربية، فإن الأفلام الإيرانية كانت ممثلة بقوة في مختلف الأقسام. وتلاقي الأفلام الإيرانية إقبالا جماهيريا قويا، ووهناك فيمان إيرانيان يتنافسان على جائزة الدب الفضي التي تعد الجائزة الأهم بعد جائزة الدب الذهبي الذي منحها المهرجان.
هبة الله إسماعيل-برلين
مراجعة: ابراهيم محمد