حقائق حول أقدم حزب في ألمانيا
٢٠ يناير ٢٠١٨يعود تاريخ تأسيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي إلى أكثر من 150 عاماً، ويعتبر بذلك أقدم حزب سياسي في ألمانيا، وهو الأمر الذي يفخر به العديد من الرفاق داخل الحزب. إلا أن الدور الذي يستطيع الحزب الاشتراكي الديموقراطي لعبه في المستقبل، لا زال غامضاً. هل سيكون الحزب الاشتراكي الديموقراطي طرفاً في "الائتلاف الكبير" أم لا؟ ماهي حظوظ الحزب في التشكيل الحكومي الجديد؟
ما الذي يقرره مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي؟
بصفته أعلى جهاز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يحدد المؤتمر الحزبي أسس السياسة ويمرر برنامج الحزب وينتخب اللجنة التنفيذية ويبث فى النظام الأساسي. ويوم الأحد (12 كانون الثاني/ يناير2018 )، لن يقرر المؤتمر الحزبي في بون فقط ما اذا سيكون هناك ائتلاف كبير جديد مع الاتحاد.وإنما أيضاً عن مستقبل زعيم الحزب مارتن شولتس. وفي حال صوت الـممثلون الستمائة في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي في بون ضد الوثيقة الاستكشافية وبالتالي ضد مواصلة مفاوضات الائتلاف، فمن المحتمل أنه لن يتبقى أمام شولتز سوى الاستقالة.
كيف كانت تنتهي المناقشات الكبيرة في الماضي؟
في عام 1992، وبعد يومين من المناقشة، صوت المندوبون بأغلبية ضئيلة لتغيير القانون الأساسي للجوء - وكتبوا قائمة طويلة من طلبات التغيير التي لم يتحقق إلا جزء منها فقط. وفي عام 1997، كان نقاش المؤتمر الحزبي حول ما سمي بعملية التنصّت- التنصّت السري على المحادثات في الشقق السكنية. وخرج هذا النقاش بعد عدة أيام من المناقشات والرغبة في تحسينات لاحقة بأغلبية ضيقة. ويعتقد المراقبون أنه على الرغم من معارضة شبيبة الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب اليسار، فان هذا المؤتمر يمكن أن يعقد أيضاً على هذا النحو: أغلبية ضئيلة لصالح شبيبة الحزب الاشتراكي الديموقراطي ومطالب بـ"تحسينات لاحقة". والمشكلة هنا هي إعلان الاتحاد عدم رغبته في المشاركة.
كيف حكم الحزب الاشتراكي الديموقراطي حتى الآن؟
حكم الحزب الاشتراكي الديموقراطي في تكتلات مختلفة، على مدى 20 عاماً خدمة للمستشار. في عام 1966 أصبح الحزب الاشتراكي الديموقراطي شريكاً صغيراً في الائتلاف الكبير في ظل ولاية المستشار كورت كيسينغر المنتمي إلى الحزب المسيحي الديموقراطي (CDU)، في عام 1969 شكل الحزب الاشتراكي الديموقراطي ائتلافاً اجتماعياً ليبرالياً في ظل المستشار المنتمي له فيلي برانت. وفي عهد هلموت شميت (1974 إلى 1982)، تعرض الحزب الاشتراكي الديموقراطي لضغوط بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وانتقاد سياستي الطاقة النووية والأمن.
بعد عقود على حضور الحزب الاشتراكي الديموقراطي في صف المعارضة، نجح الحزب في الانتخابات العامة عام 1998 مع غيرهارد شرودر كمرشح لمنصب المستشار والعودة إلى الحكومة - جنباً إلى جنب مع تحالف حزب الخضر. وفي الفترة من 2005 إلى 2009، عُقد التحالف الرئيسي الثاني مع الاتحاد، والثالث من 2013 إلى 2017. أما إن كان من الممكن تشكيل الائتلاف الكبير المنتظر، فذلك ينبغي أن يقرره الآن المؤتمر الاستثنائي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
من بقي من الحزب الاشتراكي الديموقراطي مشاركاً في الحكم ؟
ترأس الحزب الاشتراكي الديموقراطي ست وزارات اتحادية: زيغمار غابرييل هو وزير الخارجية ونائب المستشار، بريغيت تسيبريز هي المسؤولة عن الشؤون الاقتصادية والطاقة، هايكو ماس هو المسؤول عن العدالة وحماية المستهلك، كاتارينا بارلاي تترأس منصب الوزير التنفيذي للعمل والشؤون الاجتماعية فضلاً عن منصب الوزير الاتحادي لشؤون الأسرة وكبار المواطنين، النساء والشباب. أما باربارا هندريكس فتتولى وزارة البيئة.
وعلى الرغم من استقالة فرانك فالتر شتاينماير في تشرين الأول / أكتوبر 2017 فسوف يبقى في منصبه لحين تشكيل حكومة جديدة. كما سيقبى غيره من الوزراء في مناصبهم. يشار إلى أنه في المجمل شغل أكثر من 90 مرة عنصر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي حقيبة وزارية وذلك منذ قيام الجمهورية الاتحادية.
هل يستمر الوضع في الانهيار؟
وزير الخارجية الألمانية زيغمارغابرييل كان قد دعا النواب إلى التصويت على "الإتلاف الكبير" بدلاً عن عقد مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وعلى غرار الأحزاب الأخرى، فقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي العديد من الأعضاء في العقود الماضية. وقد تم عد حوالي 433 ألف عضو في نهاية عام 2016، مقارنة بـ 831 ألف عضو في منتصف تسعينيات القرن العشرين. وعلى الرغم من هذا النقص، فإن الحزب الاشتراكي الديموقراطي يضم عدداً أكبر من الأعضاء مقارنة بالحزب المسيحي الديموقراطي (CDU). بعد أن أصبح معروفا في أوائل كانون الثاني/ يناير 2017 أن مارتن شولتس رشَح نفسه، انتسب أعضاء جدد إلى الحزب. حيث تم عد 446 ألف عضو في الانتخابات العامة.قد دعا النواب إلى التصويت على "الإتلاف الكبير" بدلاً من عقد مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وعلى غرار الأحزاب الأخرى، فقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي العديد من الأعضاء في العقود الماضية. وقد تم عد حوالي 433 ألف عضو في نهاية عام 2016، مقارنة بـ 831 ألف عضو في منتصف التسعينيات. وعلى الرغم من هذا النقص، فإن الحزب الاشتراكي الديموقراطي يضم عدداً أكبر من الأعضاء مقارنة بالحزب المسيحي الديموقراطي (CDU). وبعد أن بات معروفا منذ أوائل كانون الثاني/ يناير 2017 أن مارتن شولتس رشَح نفسه، انتسب أعضاء جدد إلى الحزب. حيث سُجل 446 ألف عضو في الانتخابات العامة.
لكن لابد من ملاحظة أن" تأثير شولتس" قد انتهى، وهكذا يمكن أن تضغط نتيجة المؤتمر الحزبي على عدد أعضاء الحزب. ووفقاً لأرقام معهد استطلاعات الرأي infratest dimap، فإن نحو 60 في المئة من أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرفضون التحالف الكبير. ولكن إذا صوت المؤتمر لصالح الائتلاف الكبير، فإن ذلك يمكن أن يؤثر ليس فقط على عدد الأعضاء وإنما أيضاً على نتيجة الانتخابات المقبلة. وفي الانتخابات العامة لعام 2017، حصل الحزب الاشتراكي الديموقراطي بـ 20.5 في المئة من جميع الأصوات أسوأ نتيجة له على الإطلاق. وهو الحزب الذي اعتبر لعقود كحزب شعبي كلاسيكي: إذ لم يسبق له بين عامي 1953 و 1994 أن أحرز نتيجة أقل من 40 في المئة.
كيف يمول الحزب الاشتراكي الديموقراطي نفسه؟
الوضع المالي للحزب الاشتراكي الديمقراطي على ما يرام. ولا يوجد أي حزب آخر لديه عائدات مرتفعة مثله. وتشمل المصادر الرئيسية رسوم العضوية ومساعدات الدولة لتمويل الأحزاب. وفقاً لبيانات البوندستاغ، حصل الحزب الاشتراكي الديموقراطي على حوالي 50 مليون يورو من الدولة في عام 2016 - وهو أعلى مبلغ مقارنة بالمبالغ التي حصلت عليها الأحزاب الأخرى. وما يحدد مبلغ المنحة التي يحصل عليها الحزب هو مدى تأصل الأحزاب في المجتمع.
ويقاس هذا أولاً بعدد الأصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات الأوروبية والبرلمانية وانتخابات مجالس الولايات. وبالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام التبرعات ورسوم العضوية. كما أن رسوم العضوية في الحزب الاشتراكي الديموقراطي مرتفعة مقارنة بالأحزاب الأخرى. في عام 2014، بلغت مداخيل رسوم العضوية ما يقرب من 50 مليون يورو.ومن ناحية أخرى، فإن التبرعات المقدمة إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي- ضئيلة نوعاً ما مقارنة بالحزب المسيحي الديموقراطي والحزب المسحي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر. وفقاً لإدارة البوندستاغ، تلقى الحزب تبرعات وصلت إلى حوالي 350 ألف يورو في عام 2017، من جهات مختلفة منها الشركات الصناعية مثل Evonik und Daimler. ويعد الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الحزب الوحيد في ألمانيا الذي يُسهم في وسائل الإعلام. من خلال المساهمة مع شركة الطباعة والنشر الألمانية، يمتلك الحزب استثمارات في أكثر من 70 صحيفة. ولفترة قصيرة، شارك الحزب بنسبة 90 في المئة في صحيفة "فرانكفورترروندشاو"، لكنه باع 50 في المئة من الأسهم مرة أخرى. كما تضخ الاستثمارات الإعلامية حوالي مليوني يورو سنوياً إلى خزينة الحزب.
ستيفاني هوبنر/ إ. م