الحكم على المعارض الروسي نافالني بالسجن 30 يوما
١٣ يونيو ٢٠١٧أصدر القضاء الروسي مساء الاثنين حكما بالسجن لمدة 30 يوما بحق اليكسي نافالني، المعارض الأول للكرملين والذي اعتقل صباحا مع أكثر من 1500 من أنصاره خلال تظاهرات دعا إليها في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على فساد الحكومة. وقالت كيرا لارميش المتحدثة باسم نافالني في تغريدة على تويتر "العقوبة: 30 يوما"، وذلك بعدما دانت المحكمة المعارض البالغ من العمر 41 عاما بسبب تنظيمه تظاهرات غير مرخص لها ورفضه الانصياع لأوامر قوات الأمن.
وسارع المدون المعارض للفساد إلى التعليق بسخرية على الحكم الصادر بحقه. واعتقل نافالني لدى خروجه من منزله متوجها للمشاركة في تظاهرة في وسط العاصمة. وكان المعارض الروسي قد أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية السنة المقبلة داعيا الأجيال الجديدة إلى التظاهر في الشارع عبر حملة الكترونية قوية. وهزت مقاطع الفيديو المناهضة للفساد التي ينشرها نافالني مؤسسات كبيرة في روسيا ودفعت بجيل جديد للاهتمام بالسياسة.
من جهتها أعلنت متحدثة باسم منظمة "او في دي-انفو" غير الحكومية أن أكثر من 1500 من أنصار نافالني اعتقلوا الاثنين خلال التظاهرات التي شهدتها مدن روسية عديدة ولا سيما موسكو حيث أحصت المنظمة اعتقال 823 شخصا، تليها بطرسبورغ حيث بلغ عدد الموقوفين 600 شخص، محذرة من أن هذا الرقم "مؤقت ومرشح للارتفاع". وأشارت إلى عدة اعتقالات في مدن بالأقاليم الروسية مثل فلاديفوستوك (أقصى الشرق) وجيب كاليننغراد (البلطيق) مرورا بنوريلسك (أقصى الشمال) وسوتشي (جنوب).
ويعتبر هذا ثاني تحرك احتجاجي ضخم منذ 26 آذار/ مارس حين أوقفت السلطات نافالني وأكثر من ألف شخص أثناء أكبر تظاهرة غير مرخص لها تنظم منذ أعوام في روسيا وشارك فيها عدد كبير من الشباب.
وجرت تظاهرات أيضا في أنحاء البلاد بعدما نشر المعارض تسجيل فيديو اتهم فيه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بالفساد مؤكدا أنه يدير إمبراطورية عقارية يمولها رجال أعمال أثرياء عبر مؤسسات مشبوهة.
ودان البيت الأبيض اعتقال المتظاهرين في روسيا، في انتقاد نادر من إدارة دونالد ترامب لانتهاكات حقوق الإنسان وللكرملين. ودعا المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر "الحكومة الروسية إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجين السلميين" الذين اعتقلوا في المسيرات التي عمت البلاد، معتبرا أن "الشعب الروسي يستحق حكومة تدعم التعبير عن الأفكار بحرية والحكم الشفاف الخاضع للمساءلة والمعاملة العادلة بموجب القانون والقدرة على ممارسة الحقوق بدون خوف من العقاب".
وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني عن "قلقه" حيال اعتقال نافالني فيما نددت منظمة العفو الدولية بـ"مشاهد مقلقة" لأعمال عنف بحق المتظاهرين. بدورها نددت الدبلوماسية الأوروبية بـ"احتجاز مئات المتظاهرين السلميين والعنف الذي استخدمته السلطات الروسية ضدهم في موسكو وسان بطرسبورغ ومدن أخرى في البلاد". وأضافت "ننتظر من السلطات الروسية (...) أن تفرج فورا عن المتظاهرين السلميين والأشخاص الذين أرادوا ممارسة حقوقهم الأساسية".
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / د.ب.أ)