"الحملة مستمرة".. سوريون يتخوفون من ترحيلهم من إسطنبول
٢٨ يوليو ٢٠١٩منذ خمس سنوات يعيش اللاجئ السوري أبو محمد في إسطنبول. ورغم أنه يمتلك تصريح حماية مؤقت (بالتركية: كيملك) إلا أنه يتخوف من إمكانية ترحيله إلى سوريا، خصوصاً بعد الحملة الأخيرة لقوات الأمن التركية، والتي قامت بترحيل سوريين إلى إدلب.
يقول اللاجئ الخمسيني لمهاجر نيوز: "حتى وإن كان لديك كيملك، فقد يتم ترحيلك إذا لم تكن تحمله عندما تسألك الشرطة التركية عنه".
ما يتخوف منه أبو محمد، حدث مع الشاب السوري أمجد طبلية (18 عاماً). ويحكي الأخير عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الشرطة التركية قامت بترحيله من إسطنبول إلى إدلب لأنه لم يكن يحمل بطاقة الإقامة المؤقتة (الكيملك) عندما خرج ليشتري بعض الأغراض، على حد تعبيره.
ويروي أمجد، في مقطع فيديو منتشر على الانترنت، كيف أن الشرطة التركية أجبرته مع شباب آخرين، على التوقيع على ورقة قبل ترحيلهم إلى إدلب، مع أنه يمتلك تصريح إقامة مؤقت صادر عن مدينة إسطنبول. ويذكر أمجد في الفيديو أنه كان طالب مدرسة وكان يعيش في إسطنبول منذ أربع سنوات، مشدداً على أنه لم يرتكب أي جريمة ليتم ترحيله.
ويشير أمجد إلى أن الشرطة التركية ربطت أيديهم أثناء إعادتهم إلى سوريا، في رحلت استغرقت 19 ساعة، مضيفاً أنهم تعرضوا للشتم والسب والقذف من قبل رجال الأمن التركي.
وفي سياق الجدل الواسع في تركيا حول قضية ترحيل سوريين إلى بلدهم، ومنهم أمجد، أصدرت محافظة اسطنبول يوم الاثنين (22 تموز/يوليو) بياناً أمهلت فيه السوريين الذين لا يملكون تصاريح حماية مؤقتة صادرة عنها، حتى العشرين من آب/ أغسطس للخروج من المدينة، محذرة من أن الذين لا يعودون حتى نهاية المهلة سيتم ترحيلهم إلى المحافظات المسجلين فيها.
وأشار البيان إلى أنه تم إغلاق باب التسجيل الجديد للحماية المؤقتة في إسطنبول، مضيفا: "سنستمر بإلقاء القبض على الداخلين إلى البلاد بطريقة غير شرعية ونقوم بإخراجهم من البلاد وذلك في إطار مكافحتنا للهجرة غير الشرعية".
"الحملة مستمرة ونعمل على عودة المُرحّلين"
عقب صدور هذا البيان، ازداد الشعور بالخوف لدى السوريين في إسطنبول، كما يقول أبو محمد، الذي يعيش في حي كوتشوك تشيكميجه في المدينة، ويضيف: "من الطبيعي أن يشعر كل لاجئ سوري بالخوف في إسطنبول، فإذا كنا نحن –الذين نملك الكيملك- نخاف، فما بالك بالذين يعيشون ويعملون هنا منذ سنوات دون أن تمنحهم السلطات الكيملك أو تجدده لهم".
وكان "منبر الجمعيات السورية في تركيا" قد نفى الأخبار التي تتحدث عن توقف الحملة، ودعا جميع السوريين في تركيا إلى "تصحيح أوضاعهم القانونية والانتقال إلى مدن تركية يسمح للسوريين فيها بإصدار كيملك جديد".
ونصحت الجمعية كل من لديه "كيملك" خارج المدينة المقيم فيها إلى "البقاء في مكان آمن أو العودة إلى المدينة التي أخرَج منها "الكيملك" لحين انتهاء هذه الحملة. كما أضاف المنبر أنهم يعملون مع دائرة الهجرة في إسطنبول لإعادة الشباب الذين تمّ ترحيلهم إلى سوريا بالرغم من وجود "كيملك" معهم.
ويشير أبو محمد إلى أن بعض أقاربه وجيرانه لا يجرؤون على الخروج من المنزل بعد الأحداث الأخيرة لأنهم لا يمتلكون تصريح إقامة، و"مثلهم الآلاف"، على حد تعبيره.
"ترحيل تعسفي" أم "تقنين للإقامات"؟
وقد أثارت الحملة الأخيرة للشرطة التركية لترحيل لاجئين سوريين جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً.
حيث اعتبر الباحث السوري في جامعة إسطنبول التقنية، د. سعيد صباغ أن ما جرى للسوريين "مُعيب"، وكتب في تغريدة على تويتر: "ما جرى في اسطنبول معيب. ترحيل تعسفي وتطبيق فجائي لقرارات متضاربة وعدم سماع شكايات اللاجئين".
"القانون يطلب إعطاء اللاجئين كملك للإقامة وإذن عمل و سجل ضريبي ما جرى في اسطنبول معيب ترحيل تعسفي وتطبيق فجائي لقرارات متضاربة وعدم سماع شكايات اللاجئين ونسبة اللاجئين 2% والنظاميين و الطلاب 1% أما الازدحام فهو من السياح العرب والدوليين وهو باب رزق فلا تغلقوه بالظلم".
بينما ذهب آخرون إلى أن الموضوع ليس سوى "تنظيم للإقامات"، وكتب علي في تعليق على الفيسبوك: "الموضوع ليس إلا توزيع على المحافظات وتنظيم للإقامات، حيث هناك العديد من الأشخاص لديهم إقامات في غازي عنتاب وماردين لكنهم يأتون إلى إسطنبول"، وطالب آخرون السلطات التركية بإعطاء المجال لـ"المخالفين" وتسوية وضع بعض الحالات العائلية.
فيما يرجو آخرون ألا تجعلهم الأحداث الأخيرة يندمون على قرار البقاء في تركيا.
وكتب عباس شمس: " قبل 5 سنوات أتيحت لي فرصة للسفر لأوروبا ولكن فضلت البقاء في تركيا (كضيف) على السفر إلى أوروبا والحصول على حقي باللجوء وأعتقد كثير من السوريين كان تفكيرهم مثلي" وأضاف: "لكن بسبب الحملة على السوريين الآن وخاصة الترحيل في إسطنبول نسأل الله أن لا يجعلنا من النادمين".