الخبرة الألمانية في خدمة تدمير الترسانة الكيماوية السورية؟
١٣ سبتمبر ٢٠١٣تعتبر الأسلحة الكيماوية من الأسلحة الفتاكة والمدمرة، ويتم تحميلها عادة في قنابل وصواريخ، أو تقوم طائرات برشها من الجو. أما الموت بهذه الأسلحة فيكون مؤلما وشديد العذاب، كما أنها أسلحة ملوثة للبيئة على المدى البعيد. وبالنسبة للخبراء العسكريين، الهدف الرئيسي من استعمال هذا السلاح هو إلحاق أكبر عدد من الإصابات في صفوف العدو من حيث القتلى والجرحى بشكل يٌعطل تماما النظام الصحي ويعرقل خطوط الإمدادات.
وأدت التجارب المريرة في الحرب العالمية الأولى حيث استخدم غاز الكلور والكبريت السام بكثافة، إلى إبرام معاهدة دولية عام 1925 في جنيف تمنع استخدام السلاح الكيماوي، لكنها لا تحظر إنتاجها وتخزينها أو البحوث العلمية المرتبطة بها. وهو خلل تم تداركه بعد انتهاء الحرب الباردة، إذ حظرت معاهدة أخرى للأمم المتحدة عام 1993 امتلاك أسلحة كيماوية صادقت عليها 189 دولة.
الخبرة الألمانية
منذ الستينات تم تدمير حوالي سبعين ألف طن من المواد الحربية الكيماوية، وأكثر من ثمانية ملايين قطعة سلاح كيماوي. واضطلعت عدة مؤسسات ألمانية بالريادة في هذا المجال ومن بينها شركة "جيكا" الحكومية في مدينة مونستر، وشركة "آيسنمان" في مدينة بولينغن في ولاية بادن فورتنبرغ والتي بنت محطات في كل من روسيا وألبانيا واليابان لتدمير المواد الحربية الكيماوية. وبهذا الصدد يوضح المدير التنفيذي لشركة "آيسنمان" أوفه نويمان في حوار مع DW أساليب وطرق تدمير المواد الكيماوية "يتعلق الأمر بفرن يعمل بدرجة حرارة عالية تصل إلى 1200 درجة، وتوضع المواد الكيماوية في الفرن لمدة طويلة إلى أن تدمر، ويبقى في الأخير غاز على شكل دخان تتم تصفيته وتنقيته في الأخير".
ويتم بناء معدات المحطة حسب المواد الكيماوية المراد تدميرها، "تختلف المعدات من حيث آليات تصفية الغازات الدخانية"، فغازات السارين و"في إكس" مكونة من مركبات الفسفور العضوية، وهو ما يختلف عن غاز الكلور مثلا. ويضيف نويمان "عند احتراق المواد الفسفورية العضوية تتكون سوائل مالحة، يجب أن تتدفق أسفل جدار المفاعل، لضمان إخراجها بأمان من النظام بشكل تام".
وتعتبر عملية الإحراق آخر خطوة في تدمير المواد الكيماوية الحربية، إذ يتعين أولا فصل هذه المواد عن الذخيرة الحية، كما يوضح ذلك رالف تراب الخبير الألماني في الأسلحة الكيماوية "يجب فتح القنابل والقذائف، ثم إخراج المواد الكيماوية الحربية، ثم نقل الأخيرة إلى محطة التدمير"، وكلها خطوات بالغة الخطورة تتطلب درجة عالية من الكفاءة.
تدمير الترسانة السورية في عامين؟
ويرى نويمان مبدئيا وجود إمكانية لتدمير الترسانة الكيماوية السورية "إذا افترضنا أن هناك ألف طن، وأخذنا بعين الاعتبار مدة بناء محطات التدمير ومعداتها التي لا تقل عن عام واحد، وأضفنا إلى ذلك كل الخطوات الأخرى، وبحكم عدم وجود أي مشكلة من حيث البنية التحتية، فإن العملية قد تستغرق برمتها عامين".
ليس من الواضح بعد ما إذا كانت سوريا تسعى فعلا لتدمير ترسانتها الكيماوية. وإذا ما تقرر ذلك فإن لعملية التدمير تكاليف يقدرها أوفه نويمان بقوله "التدمير يكلف تقريبا عشرة أضعاف عملية الإنتاج".