الخبرة الإيطالية والإصرار الغاني إلى الدور الثاني
٢٢ يونيو ٢٠٠٦كانت مباريات اليوم هي الحد الفاصل بين منتخبات المجموعة الخامسة. فالمباراة الأولى بين منتخب ايطاليا والتشيك وجدت إهتماما أكبر، حيث استطاع المنتخب الإيطالي الوصول الى الدور الثاني عبر بوابة المنتخب التشيكي الذي ودع هذه البطولة بعد أداء مخيب للآمال بنتيجة هدفين مقابل لا شئ. التقى المنتخبان أمام أكثر من 45 ألف متفرج في ملعب مدينة هامبورج. فالمنتخب الإيطالي يصارع من أجل الصعود إلى الدور التالي رغم تجربته الطويلة وخبرته الرياضية وخوض البطولات العديدة وحصد الكؤوس والألقاب العالمية. من جهة أخرى، فإنّ المنتخب التشيكي له ايضا من الخبرة ما يمكنه من المنافسة ومنازلة المنتخبات الكبيرة، لذا فقد كان الأمر في غاية الصعوبة على الفريقين. إذ إن خسارة إيطاليا أمام التشيك وفوز غانا على الولايات المتحدة سيخرجها من الدور الأول، وبالتالي لا بد لها من اللعب الهجومي لمحو الصورة المخيبة لأدائها في مباراتها الأخيرة ضد الولايات المتحدة والتي أهدر فيها المنتخب الإيطالي فرصة التأهل المبكر إلى الدور الثاني. وتتصدر إيطاليا الترتيب برصيد 4 نقاط من فوز على غانا 2- 0 وتعادل مع الولايات المتحدة 1-1. امّا منتخب التشيك فقد كان من المتوجب عليه أن يفوز في هذه المباراة كي يضمن فرصة الصعود، فمنتخب التشيك يملك ثلاث نقاط من مباريتين بعد انتصار على منتخب الولايات المتحدة بـ0:1 وخسارة مع غانا بنتيجة 2:0.
تأهل إيطاليا
بدأ الشوط الأول بين المنتخبين بضغط قوي وعنيف من جانب المنتخب التشيكي الذي سيطر على مجريات الربع ساعة الأولى من المباراة، كما استطاع الوصول الى المرمى وحاول التسديد من خارج منطقة الجزاء عدة مرات، الشئ الذي ازعج الحارس الإيطالي بوفون بل والمدرب الإيطالي ماتشيلو ليبي ايضا الذي سارع في إخراج اللاعب ماركو ماتيراتسي وإدخال اليساندرو نيستا الذي غير يهذا التبديل مجريات المباراة حيث استطاع إحراز الهدف الأول لإيطاليا في الدقيقة 26 بضربة رأسية رائعة معكوسة من نجم المنتخب الإيطالي فرانشيسكو توتي. بدأ المنتخب الإيطالي بعد هذا الهدف في استعادة الثقة وزيادة الضغط على منتخب التشيك، اما المنتخب التشيكي الذي ظهرت عليه آثار الهزيمة بعد الهدف المبكر فلم يقدم الكثير سوى انه زاد من عقدة مهامه عندما حصل اللاعب بولاك على بطاقة حمراء في نهاية الشوط الثاني، قلبت كل الموازين لينتهي الشوط الأول بخسارة منتخب التشيك بهدف مقابل لاشيء.
الشوط الثاني
بدأ لشوط الثاني من المباراة ومنتخب التشيك بعشرة لاعبين فقط. رغم ذلك لم يكفوا عن الدفاع القوي والهجوم والضغط على المرمى الإيطالي. وفي الدقيقة 49 أخفق الحارس التشيكي في السيطرة على الكرة يعد هجمة ايطالية خطيرة خلصها الدفاع التشيكي الى خارج الملعب، وواصل المنتخب الإيطالي الضغط مستفيدا من النقص في صفوف منتخب التشيك، وأثمر هذا الضغط في هجمات عديدة للمنتخب. وفي الدقيقة 52 استطاع توتي تسديد ضربة خطيرة نحو مرمى التشيك لكن حارس المرمى حولها الى ضربة جانبية، وتحت هذا الضغط اصبح المنتخب التشيكي في تراجع وهجوم مشترك كي يحاول السيطرة على النقص في صفوفه. وفي الدقيقة 59 تفاعل المدرب الإيطالي مع مجريات المباراة وأشرك مهاجم فريق أي سي ميلان انزاجي بديلا لجيلاردينو ، وأثمر هذا التغيير الإيجابي في الدقيقة 82 عن هجمة لإيطاليا من انفرادة نحو المرمي من الجانب الأيمن لانزاجي اللاعب البديل، لكنه لم يحسن التصرف معها نحو المرمى. وفي الدقيقة 87 أحرز انزاجي الهدف الثاني لإيطاليا من تمريرة ذكية. وبذلك تصعد إيطاليا على حساب التشيك الى الدور الثاني من هذا المونديال.
غانا، الأمل الأفريقي الأخير الى الدور الثاني
أما بالنسبة للمباراة الثانية بين غانا و أمريكا والتي فاز فيها المنتخب الغاني بهدفين لهدف، فقد سعى خلالها المنتخب الغاني لدخول التاريخ من أوسع أبوابه. وقد نجح في ذلك وتحقق حلم كبير للقارة السمراء بوصوله إلى الدور الثاني في أول مشاركة له في النهائيات. المنتخب الغاني، بطل أفريقيا 4 مرات قدم أداء رائعا مكنّه من فرض نفسه كخصم عنيد يحسب حسابه رغم خسارته أمام ايطاليا 0-2 بصعوبة. غير أنه استعاد توازنه بالفوز على تشيكيا بالنتيجة ذاتها، محطما بذلك كل التوقعات كون المنتخب التشيكي من بين المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب.
ديوكوفيتش: "اشعر بفرح وفخر كبيرين"
أكد مدرب منتخب غانا لكرة القدم الصربي راتوميرديوكوفيتش بأنه يشعر بفرح وفخر كبيرين جراء التأهل التاريخي لفريقه إلى الدور الثاني من نهائيات مونديال ألمانيا بعد الفوز الثمين على الولايات المتحدة 2-1 اليوم الخميس في نورمبرغ. وقال ديوكوفيتش: "اشعر بفرح وفخر كبيرين, لقد رسمنا الفرح على وجوه ملايين الغانيين، أريد أن احيي المنتخب الامريكي الذين قدم مباراة كبيرة ويملك في صفوفه لاعبين مكافحين كانوا يستحقون مثلنا أن يبلغوا الدور الثاني"، وأضاف "واجهنا ضغطا كبيرا في الشوط الثاني وخسرنا الكثير من الكرات في وسط الملعب وهذا جعلنا عرضة للخطر". وعن ركلة الجزاء المشكوك في صحتها التي تحصل عليها الغانيون قال "لا تطلبوا مني أن احكم على هذا الأمر، اطلبوا من الحكم ان يشرح قراراته، وتابع "سنواجه على الأرجح المنتخب البرازيلي وهذا الأمر سيكون مفخرة كبيرة لنا، لان أفضل منتخب أفريقي سيواجه أفضل كرة في العالم، ولم لا، قد نحقق مفاجأة أخرى، فليس هناك شيء نخسره".
أما قائد منتخب غانا ستيفان أبيا فاعتبر بان فريقه لا يخاف احد معتبرا بان ما حققه زملاؤه أمر رائع. وقال أبيا: "نحن نمثل القارة الأفريقية بأكملها وهذا أمر رائع, بل مسؤولية وفخر كبيرين". وأضاف "لا نخاف مواجهة أي منتخب في الدور الثاني، فنحن برازيل أفريقيا". وأضاف "أنا سعيد جدا وما حققناه أمر رائع، لكني حزين بسبب غياب مايكل ايسيان عن المباراة ضد البرازيل لأنه كان يحلم بمواجهة أبطال العالم". أما مدرب الولايات المتحدة بروس فقد ارينا انتقد قرارات الحكم الألماني ماركوس ميرك وقال: "لقد خاب ظني من التحكيم، فركلة الجزاء التي احتسبها جاءت في وقت مفصلي جدا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع في الشوط الأول، فالاحتكاك بين اللاعبين كان عاديا جدا ولا يستحق احتساب ركلة جزاء، ماذا بوسعي أن أقول". وأضاف "لقد سيطرنا على مجريات اللعب ثم تلقينا ضربة قوية جراء احتساب ركلة الجزاء هذه".
عمار بخيت