الخرطوم ـ إقبال ضعيف على الاستفتاء حول مصير الجنوب
٩ يناير ٢٠١١شهدت الساعات الأولى من اليوم الأول للاستفتاء إقبالا ضعيفا على مراكز التصويت من قبل السودانيين الجنوبيين في العاصمة السودانية الخرطوم، الأمر الذي يذكر بالإقبال الضعيف في اليوم الأول على عملية التسجيل للاستفتاء قبل أشهر.
لام أكول أجاوين، رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان- التغيير الديمقراطي، الذي جاء للإدلاء بصوته في مركز اقتراع جنوب الخرطوم، أكد لـ دويتشه فيله أن التصويت في اليوم الأول بالنسبة للجنوبيين في الجنوب والخارج يبدو ممتازا مقارنة بالتصويت في الشمال الذي وصفه بـ "الإقبال الضعيف". وعزا أكول ضعف إقبال الناخبين في الشمال والخرطوم بصفة خاصة، إلى موجة البرد التي ضربت الخرطوم خلال اليومين الماضيين. وتمنى أجاوين أن تكون هناك علاقات جيدة بين الشعبين، في الشمال والجنوب، في حال أختار الجنوبيون الانفصال. وقال أن حق تقرير المصير انتظره الجنوبيون لسنوات طويلة وحق لهم الآن أن يمارسوا هذا الحق بكل شفافية وتجرد.
و أشار أكول إلى إمكانية تجاوز القضايا العالقة بين الشمال والجنوب، خلال الفترة الانتقالية أو بعدها. إلا أنه أوضح أن للجنوبيين المقيمين في الخرطوم مطلق الحرية في الاختيار بين البقاء في الشمال أو الرحيل إلى الجنوب. وقال أنه لا يتوقع قيام حرب، بين الشمال والجنوب، في حال الانفصال، بسبب عدم حل القضايا الخلافية بينهما، لأن التفاوض جار، حسب أكول، فيما يتصل بحل هذه القضايا. وأكد أن السودانيين شعب واحد وأن علاقاتهم مع بعض ، سواء في الشمال أو الجنوب، ستظل قوية.
المزيد من الإقبال متوقع
في مركز منطقة جبرة بالخرطوم، تبدو الأجواء هادئة في الصباح الباكر وليس ثمة ما يشير إلى وجود إقبال كبير للناخبين. المركز نفسه في منطقة منزوية ولا توجد لافتة تشير إلى موقعه. بداخله ثلاثة موظفين يرتدون ملابس خاصة تشير إلى أنهم يتبعون مفوضية الاستفتاء. بعد انتظار دام أكثر من ساعة بدأ توافد عدد من المراقبين الدوليين والمحليين بجانب إعلاميين وصحفيين من جهات مختلفة. بعد قليل بدأ إقبال ضعيف من عدد من المواطنين الجنوبيين المقيمين في الجوار. نضال هاشم مراقبة محلية بالمركز، قالت لـ دويتشه فيله إن الإقبال كان ضعيفا جدا أثناء ساعات الصباح، إلا أنها تتوقع ارتفاع نسبة الإقبال خلال اليوم. وفعلا أخذ الإقبال يتزايد مع مرور الساعات الأولى، خصوصا وأن هذه المنطقة يقطنها عدد كبير من الجنوبيين.
يوم تاريخي
الصدفة وحدها جعلت لوكا بيونق، وزير شئون رئاسة مجلس الوزراء، والقيادي بالحركة الشعبية يسكن بالقرب من مركز الاقتراع، ويأتي للإدلاء بصوته فيه. الإعلاميون اغتنموا الفرصة لانتزاع تصريحات منه. بيونق قال للصحفيين إن "هذا يوم تاريخي وعلى الجنوبيين أن يختاروا أحد الخيارين". وأبدا بيونق أسفه للأحداث التي وقعت في أبيي وفى ميوم بولاية الوحدة قبل يوم من انطلاق عملية الاقتراع للاستفتاء.
وفى إطار القضايا العالقة بين الشريكين، أكد بيونق أن الرئيسين عمر حسن البشير وسلفا كير وضعا إطاراً لحل كافة القضايا وتبقت فقط قضية ترسيم الحدود التي مازال التفاوض جارٍ بشأنها. وكشف عن لجوء حكومة الجنوب للتحكيم الدولي في حال لم يتم التوصل إلى حل نهائي بين الطرفين بخصوص ترسيم الحدود.
تشجيع وحث سلطاني!
وفي مركز أمبدة بمدينة أمدرمان، في الأطراف الغربية للعاصمة الخرطوم، كانت الحركة دوؤبة عند منتصف النهار، إلا أن أغلب المواطنين الذين جاءوا للإدلاء بأصواتهم، جاءوا بتشجيع من السلاطين، (زعماء قبليون). رئيس السلاطين بالخرطوم، حكيم ويل شول، كشف لـ دويتشه فيه عن طواف قام به السلاطين على مواطنيهم قبل يومين من انطلاق عملية التصويت، لحث مواطنيهم على الإدلاء بأصواتهم . وأكد أن الإقبال في اليوم الأول "يعتبر معقولاً"، مؤكدا أن من حق المواطنين الاختيار بين الوحدة أو الانفصال. وأشار إلى قيام السلاطين اليوم بجولة تفقدية لكافة المراكز في الخرطوم لتفقد الأحوال وسير عملية التصويت.
مشاهدات على هامش التصويت
دويتشه فيله تجولت في عدد آخر من المراكز، بالعاصمة المثلثة المكونة من ثلاث مدن هي: الخرطوم، بحرى، وأمدرمان. الجولة الأولية كشفت عن غياب للمراقبين المحليين، خصوصا من الأحزاب السياسية، مراقب واحد من حزب المؤتمر الوطني الحاكم شوهد في مركز اقتراع بأحد أطراف العاصمة، على العكس من ذلك كان هناك حضور ملحوظ لمراقبين أجانب وفي معظم المراكز التي زارتها دويتشه فيله.
عثمان شنقر ـ الخرطوم
مراجعة: عبده جميل المخلافي