Durchbruch bei Schlaganfall-Behandlung
٦ ديسمبر ٢٠٠٨لم يخطر في بال فالتر باست أنه يعاني من نزيف في الدماغ، حين استيقظ صباحاً وأحس بشعور بالخدر في وجهه. عن هذا يتحدث باست (49 عاماً) في المعهد الدولي للعلوم العصبية في مدينة هانوفر الألمانية بالقول: "بدأت بعدها بالتقيؤ بعد أن تناولت الطعام". وبعد وقت قصير من ذلك كان بات مضطجعاً على طاولة العمليات، فقد خضع لعملية جراحية بسبب نزيف حاد في الدماغ جراء جلطة دماغية. قد تبدو قصة بات غير مختلفة عن القصص المشابهة لأشخاص أصيبوا بجلطات دماغية. لكن المختلف فيها هو أنه أول شخص في العالم جرى له زرع مادة من الخلايا الجذعية المتجددة في دماغه، كما أفاد كبير جراحي المركز توماس برينكر.
ويبدو أن صحة باست آخذة بالتحسن بشكل كبير، فقد بدا معافى وهو يجيب على أسئلة الصحفيين في المركز. ويقول باست إن حالته بعد أسبوع من العملية الجراحية بمعدل 95 في المائة، فعلامات الشلل كانت قد اختفت تدريجياً. كما أن مناطق الدماغ التي تضررت بفعل الجلطة، استعادت عافيتها من خلال العلاج بالخلايا.
اختراق طبي مهم
لكن ملايين المصابين بالجلطة الدماغية في ألمانيا لم يكن لهم مثل هذا الحظ. فهم يعانون لسنوات طويلة بعد إصابتهم بجلطة دماغية من مشاكل في النطق والحركة، بسبب موت النسيج الدماغي بفعل النزف أو النقص في الأوكسجين المتأتي من انسداد الأوعية الدموية. وعلى الرغم من قدرة الأطباء على إيقاف النزف الدماغي اليوم جراحياً، كما يقول نائب مدير المعهد أمير سامي، إلا أنه من الصعب جداً إعادة إصلاح المناطق الدماغية المتضررة بالوسائل الجراحية التقليدية.
لكن باحثين في المركز الألماني نجحوا في تحقيق قفزة نوعية في استخدام الخلايا الجذعية في معالجة المصابين بالجلطة الدماغية المسببة للنزيف. وتم في البدء تعديل الخلايا الجذعية المزروعة في دماغ باست، والتي يبلغ عددها قرابة مائة مليون خلية. ومن خلال هذا التعديل يمكن لهذه الخلايا إعادة إصلاح المناطق المتضررة في الدماغ بفعل الجلطة من خلال إنتاجها مواد زلالية، كما يقول المسؤول عن الدراسة برينكر .
طريقة علاجية مبتكرة
ووفق العالم الألماني فإن من الأمور الحاسمة في سير العلاج هو عدم اتصال النسيج الدماغي مباشرة بهذه الخلايا، التي تُأخذ من نخاع عظم شخص آخر ويُعاد تكاثرها بالملايين تحت ظروف مختبرية خاصة. فالنسيج الغريب يمكن أن يُهاجم ويُرفض من قبل كريات الدم البيضاء في جهاز المناعة. لذلك تغلف هذه الخلايا في البدء بكبسولة طبية مصنوعة من مادة البولير الحيوي، ما يمنع خلايا جهاز المناعة من الوصول إلى الخلايا الجديدة، كما يقول برينكر. لكن هذه الكبسولة تسمح بخروج المادة الزلالية المنتجة التي تعمل على إعادة بناء الخلايا الدماغية إلى الأنسجة المصابة في الخارج.
وحول ذلك يقول العالم الألماني إنه تم زراعة في دماغ باست 2400 من هذه الكبسولات، تحتوي كل واحدة منها على 3000 خلية جذعية. وحتى الآن لم تظهر أي أعراض جانبية لهذه الطريقة العلاجية. أما إذا كان الأمر يختلف من مريض إلى آخر، فإن هذا سيظهر خلال علاج 20 مريضاً خلال الأشهر القادمة.