الخناق يضيق على رئيس شالكه بسبب كلامه "العنصري" عن الأفارقة
٥ أغسطس ٢٠١٩أثارت تصريحات لرئيس نادي شالكه الألماني كليمنس تونيس حول أفريقيا وسكانها غضبا كبيرا على مستوى الجماهير والرياضيين والسياسيين في ألمانيا. والآن يقف تونيس على عتبة خطوة قد تكلفه الكثير.
فشالكه، ذلك النادي العريق، الموجود في منطقة الرور الصناعية الشهيرة لديه قيم ترفض معاداة الأغراب، كما أنه يعتبر بوتقة تنصهر فيها الثقافات، ولذلك فإن غدا الثلاثاء (6 آب/ أغسطس 2019) يمكن أن يكون "يوما تاريخيا" بالنسبة لشالكه، "لأنه بعد التصريحات العنصرية لرئيس مجلس إدارته يقف الفريق أمام قرار رائد"، حسبما كتبت صحيفة "زود دوتشه تسايتونغ" اليوم الإثنين.
اعتذار لم يقنع كثيرين؟
وكان كليمنس تونيس (63 عاما) قد خطب الأسبوع الماضي في "يوم العمال اليدويين" في مدينة بادربورن، وانتقد خلال كلمته زيادة الضرائب في الكفاح ضد التغير المناخي. وقال الرجل الذي لديه شركة لحوم "بدلا من ذلك (زيادة الضرائب)، الأفضل أن نمول 20 محطة توليد كهرباء في أفريقيا كل عام، ومن ثم فسيتوقف الأفارقة عن قطع الأشجار وانجاب الأطفال، عندما يحل الظلام".
هذه التصريحات أثارت استياء حتى داخل نادي شالكه نفسه، وقدم تونيس اعتذارا عنها عبر الموقع الرسمي لشالكه، وقال: "بصفتي رئيس المجلس الإشرافي لشالكه، فأنا أدعم بنسبة 1000 بالمئة قيم نادينا، والتي تتضمن مكافحة العنصرية والتميز والاستبعاد". وأضاف: "على هذا الأساس، أقدم اعتذاري لكم، للجماهير، للأعضاء ولأصدقاء شالكه، كان تصرفا خاطئا، متسرعا وطائشا، ولا يتوافق مع قيمنا".
غير أن اعتذاره لم يكن كافيا بالنسبة لعديد من مسؤولي الرياضة والسياسة، فوجه راينهارد راوبال، رئيس رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، انتقادا لتونيس، عقب مباراة كأس السوبر الألماني التي جمعت بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن تصريحات تونيس "أمر لا يمكن القبول به على أي نحو، ولا يتوافق مطلقا مع قيم كرة القدم وقيم الأندية وطريقة تعاملنا داخل الاتحاد الألماني لكرة القدم ورابطة الدوري الألماني".
جيرالد أزامواه: أنا مصدوم ومجروح
تونيس ليس جديدا على شالكه فهو عضو في مجلس الرقابة منذ 1994 ويرأس المجلس منذ 2001، وشاهد عيان على قيم شالكه. كما أنه صديق حميم لأسطورة شالكه السابق، النجم الأسمر جيرالد أزامواه، المولود في غانا. وكان أزامواه أول لاعب كرة قدم ولد في أفريقيا ينضم لمنتخب ألمانيا، بعد حصوله على الجنسية الألمانية مباشرة عام 2001.
وقال أزامواه عن تصريحات صديقه القديم على موقع انستغرام: "لقد فاجأتني بشدة وأنا مصدوم ومجروح، لقد أهانني أنا وكل الآخرين المعنيين". وطالب أزمواه، وهو يعمل مدربا لفريق الشباب تحت 23 عاما بشالكه، بعواقب لتلك التصريحات وقال "فهذا لا يمكننا التَجَاوَز عنه".
صلاح شرارة