Wie Studenten lernen
٢٢ أكتوبر ٢٠١١الدراسة الجامعية تعني بلا شك التعلم .. وفي ألمانيا يطغى طابع الاستقلالية في إتمام المشوار الدراسي، لأنه يتعين على الطلبة الاعتماد على أنفسهم في أمور كثيرة.. هذه حقيقة قد لا يعرفها الكثير من الطلاب الأجانب، الذين يأتون للدراسة إلى ألمانيا. فالطلبة الأجانب في ألمانيا يواجهون تحديات في بداية دراستهم بالجامعات الألمانية، فالأساتذة لا يوزعون المواد التي يتعين دراستها في قاعات الدراسة، بل يتعين على الطلبة شراؤها من مكتبات. كما أن تعلم المواد الدراسية عن ظهر قلب، لا يكفي بالضرورة لاجتياز الامتحانات. بالإضافة إلى ذلك فإن كتابة الأبحاث العلمية هي جزء أساسي من الدراسة الجامعية في ألمانيا، وذلك على عكس ما هو سائد في كثير من الدول. وفوق كل هذا يأتي عامل الغربة والبعد عن الوطن.
الاعتماد على النفس ونقص الرعاية المباشرة من قبل الأساتذة تعد إحدى الصعوبات التي يواجهها الطلبة الأجانب في يومهم الجامعي بألمانيا. وهو أمر تؤكده أيضاً أستاذة الآداب الرومانية في جامعة هامبورغ، تانيا كوبيش: " أتلقى في بعض الأيام مائة رسالة الكترونية ولا أتمكن دائماً من الرد على كل الرسائل". وتقول تانيا، ان باب مكتبها مفتوح طوال العام الدراسي للطلبة، لكن الأستاذة الجامعية تؤكد من ناحية أخرى على أن عملية التعلم هي في المقام الأول مسئولية الطالب والطالبة:" يتعين على الطالب في نهاية المطاف أن يتعلم بمفرده، وظيفتنا تتمثل في توصيل المعلومة ولكن يتعين على الطالب بذل الجهد".
مفتاح النجاح خلال الدراسة في المانيا
الاعتماد على النفس هو مفتاح النجاح في الحياة الجامعية في ألمانيا، فالطلبة يقومون بتنظيم يومهم الدراسي بكل تفاصيله، فهم الذين يحددون جدول الدراسة ومحتواها . وفي حال حاجتهم الى المشورة، فيتوجب عليهم الأخذ بزمام المبادرة.
وتقول الطالبة البرازيلية داماريس تسيمرمان، التي تدرس اقتصاد الشركات في جامعة هامبورغ،انها لم تتواصل بشكل مباشر مع أساتذتها أثناء فترة دراستها على الإطلاق وذلك على عكس تجربتها الجامعية في البرازيل: "لقد زرت إحدى الجامعات الخاصة في البرازيل ، كان هناك رعاية أكثر، وكان الأساتذة يخبروننا بعناوين الأماكن، التي نستطيع أن نشتري فيها الكتب أو نسخها ، ولم تكن الجامعة كبيرة بهذا الشكل ، لقد كان الأمر مختلفاً". وتقول داماريس انها احتاجت إلى فصل دراسي كامل حتى وجدت طريقها في الحياة الجامعية.
وفي هذا الشأن يقول توماس ايغر، أستاذ العلوم الاقتصادية ومدير معهد القانون والاقتصاد في مدينة هامبورغ ان الطلبة الأجانب لديهم حاجة أكبر للحصول على المشورة:" المدهش هو أن الطلاب القادمين من الهند وإسرائيل، هم من يجادلون ويناقشون. الطالب الصيني هو عادة مجتهد، ولكنه لا يدخل في نقاشات أثناء المحاضرة ولكنه يأتي إلا بعد انتهاء المحاضرة".
ويقول ايغر، الذي يدرس في جامعته طلبة من 40 جنسية مختلفة، ان اكبر التحديات التي تواجه الطلبة الأجانب تتمثل في كتابة الأبحاث العلمية، فهناك طلبة أنهوا دراستهم في الخارج، دون أن يكتبوا بحثا علميا واحدا.
اللغة الألمانية عقبة كبيرة يمكن تذليلها
كما أن أكبر الصعوبات التي تواجه الطلبة الأجانب تتمثل في اللغة الألمانية وتقول الطالبة داماريس انها قامت في بداية الدراسة بترجمة كل المحتويات الدراسية إلى اللغة البرتغالية حتى تقدر على تعلمها. لكنها تقول إنها أدركت بعدم جدوى هذه الطريقة، حيث يتعين عليها في نهاية المطاف أن تكتب باللغة الألمانية في الامتحانات.
الصعوبة الأخرى تتمثل في كثرة الامتحانات التي يتعين على الطلبة اجتيازها خلال دراستهم، حيث ارتفع عدد المواد الدراسية. وتقول أستاذة اللغات الرومانية كوبيش ان نظام الماسترس يزيد من العبء الدراسي الذي يعاني منه الطلبة: " ينهي الطلبة الآن دراستهم الجامعية في غضون ثلاث سنوات، حيث يتعين عليهم تحصيل المعرفة التي اكتسبناها في غضون خمس سنوات".
ومن أجل تذليل بعض هذه الصعوبات ينظم القسم الدولي في جامعة هامبورغ ورش عمل لتعليم الطلبة كيفية التعامل مع أعباء الدراسة، حيث يقدم برنامج الذي يسمى "بياستا" الدعم للطلبة الألمان والأجانب ليشقوا طريقهم في الحياة الجامعية.
ارتفاع معدل الطلبة الأجانب الذين يقطعون مشوارهم الدراسي
معاناة الطلبة من ضغط الامتحانات هي أيضاً إحدى الصعوبات الأساسية. وتقول الطالبة اناستاسيا اوبرلاندر ان التعلم مع مجموعة من أصدقاء الدراسة كان بمثابة دعم كبير لها، وتمكنت حتى الان من اجتياز الامتحانات بنجاح. واستطاعت الطالبة الرازيلية داماريس هي الأخرى تحقيق النجاح دون التعلم في مجموعات، تخوفاً من أن تتسبب في تعطيل زملائها الألمان بسبب مشاكلها اللغوية.
وتقول داماريس انها مرت بلحظات تملكها فيها اليأس، وأنها كانت محبطة حتى أنها فكرت في التوقف عن الدراسة. ولكن هذا لم يحدث، فقد استطاعت داما ريس إنهاء دراسة البكالوريوس في ألمانيا، علما أن 50 % من مجموع الطلبة الأجانب لا يستطيعون إكمال دراستهم الجامعية، وفقا لتقديرات أنظمة التعليم العالي. وبهذا النجاح تبدأ داماريس مرحلة حياتية جديدة، مرحلة الاستمتاع بالحياة دون أي مشاغل، كما تقول:
" أستطيع الآن أن أذهب للاحتفال وأنا مرتاحة البال وأن أتتنزه على ضفة نهر ألستر، وان أستمتع بالشمس وان احتفل حتى الساعة الخامسة صباحاً دون أن تطاردني فكرة أنه يتعين على أن أتعلم.. بالي مرتاح لأول مرة منذ عامين.. إنه شعور رائع"
جنين البريشت/ مي المهدي
مراجعة: محمد المزياني