الدراسة في ألمانيا، مفتاح نجاح الطلبة الأجانب في دخول سوق العمل
١٩ أكتوبر ٢٠١٣أظهرت دراسة قام بها المعهد الألماني للاقتصاد (IW) أن الدراسة في ألمانيا هي مفتاح نجاح الطلبة الأجانب في دخول سوق العمل الألمانية. وتوصلت الدراسة، التي تم تقديم نتائجها في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، إلى أن الطلبة الأجانب الذين يتابعون دراستهم في الجامعات الألمانية، يتوفرون على حظوظ كبيرة للحصول على عمل في ألمانيا مقابل أجر جيد.
وبرى معهد الاقتصاد الألماني، الذي يوجد مقره في مدينة كولونيا، هذا المُعطى بتوفر هؤلاء الطلبة على مؤهلات عالية. ويقول فيدو غايس، أحد المشرفين على هذه الدراسة، أن "الطلبة الأجانب الذين حصلوا على شهادات جامعية ألمانية يتوفرون أكثر من غيرهم على مؤهلات يحتاجها سوق العمل"، خاصة في مجالات الهندسة والرياضيات والعلوم الطبيعية.
وتبحث الشركات الألمانية المتوسطة والمؤسسات الاقتصادية على خريجين جامعيين، ممن يملكون مهارات في هذه المجالات. ولهذا السبب، سيكون بإمكان الطلبة الأجانب الذين أنهوا دراستهم في ألمانيا أن يلعبوا دورا حاسما في سد النقص الحاصل في اليد العاملة المتخصصة التي تعاني منه البلاد. ويؤكد هانس بيتر كلوس، مدير جناح السياسة التعليمية بالمعهد الألماني الاقتصادي، أنه "خلال السنوات القادمة، سيكون سوق العمل في حاجة إلى 640 ألف من خريجي الجامعات والمهنيين سنوياً للحفاظ على ثبات عدد العاملين في البلاد".
إقبال الطلبة الأجانب على الدراسة في الجامعات الألمانية
ويرى هانس بيتر كلوس أن هناك مؤشرات إيجابية تدل على إمكانية الاستفادة من الطلبة الأجانب للتغلب على نقص الكفاءات الذي تعاني منه ألمانيا. ومن بين هذه المؤشرات إقبال الطلبة الأجانب على الدراسة في الجامعات الألمانية. فبحسب معطيات لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تعتبر ألمانيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أكثر الوجهات الطلابية في العالم. ويقول هانس بيتر كلوس أن "الطلبة الأجانب يأتون لألمانيا من أجل البقاء فيها"، كما أوضح كلوس أن "80 في المائة من الطلبة الأجانب في ألمانيا، يقبلون بالعمل في ألمانيا بعد انتهائهم من الدراسة ". ويعتبر هذا الارتباط الذي يجمع الطلبة الأجانب بألمانيا أكبر من ذلك الذي يجمع بين الطلبة الأجانب وبلدان استقبالهم مثل فرنسا أو هولندا أو بريطانيا.
وبحسب دراسة المعهد الاقتصادي الألماني، فإن ثلث الطلبة الأجانب في ألمانيا عبروا عن رغبتهم في البقاء في ألمانيا بعد إنهاء دراستهم لمدة ثلاث سنوات على الأقل. لكن المدهش، يقول هانس بيتر كلوس: "بالفعل ما يقرب من نصف الطلبة الأجانب من الذين أنهوا دراستهم في ألمانيا، فضلوا البقاء فيها". وهذا ما سيجعل قبول الطلبة الأجانب في الجامعات الألمانية أمرا جذابا بالنسبة للولايات الألمانية التي تتحمل عبئ تمويل التعليم العالي في ألمانيا.